ما هي الحكومة؟
أمجد المنيف ..
أعتقد، اعتقادا قد يصل للجزم، بأن هناك خلطا كبيرا، بين عدد من المفاهيم المتشابهة في المضمون، ومختلفة - بالتأكيد - في ماهيتها، وأتحدث هنا تحديدا عن مصطلحات (الدولة - الحكومة - الوطن)، حيث تتداخل لدى كثيرين، وفي نفس الوقت، يستغل هذا البعض؛ ليوظفوا رسائلهم، التي تحقق أهدافهم، بشكل رخيص.
الجزء الأكبر من هذه المشكلة تتحمله الجهات الرسمية، بدءاً من التعليم وليس انتهاء بـ"مركز الحوار"، ويتحمل المجتمع أيضا جزءا من المسؤولية، والوعي الذاتي مسؤول قبل كل شيء. كما أنه لا توجد برامج - جادة - في مثل هذه المسارات، إذا استثنينا البرامج التقليدية، التي تفتقد الجذب أو التأثير، وتتقوقع داخل منظورها التنظيري والأكاديمي، بعيدا عن الشارع والاهتمام، والتحدث بلغة الناس، والاكتفاء بالطرق الجامدة، التي تعتمد خطوط النفي والتخويف والتخوين.
وحتى أكون مباشرا، وأكثر وضوحا، فعندما تخلف "وزارة الإسكان" في وعودها، وتحول حقوق الناس لأحلام، أو لم توفر "وزارة الصحة" سريرا في المشفى بسهولة، وتدفع الناس للتوسل، فهذا تقصير (حكومي)، إسقاطه أو توظيفه على أي شيء خارج مربع الحكومة، هو تجرد من الموضوعية، ومحاولة للقفز على وعي الناس..
المشكلات الحكومية، يجب حلها في إطار الحكومة.
المثال أعلاه، لا يشخص المشكلة بشكل كلي، ولا يشرحها بالتفصيل، وإنما توصيف أراه مناسبا، لتقريب الرؤى وتبسيط المفاهيم، مع إيماني بأن لكل مفردة طريقها في الشرح، وفلسفتها المتشعبة، واختلاف الناس حول فهمها. تحتاج كل واحدة منها طريقا متفردا للفهم والتعاطي والتفاهم، وهو أمر يحتاج الكثير من العمل ليكون واضحا للناس، كل الناس.
هذا التداخل، قد يكون ولد بشكل عفوي، لكن إذكاءه وإنماءه يتمان بفعل منظم، سواء من قبل بعض الأفراد، أو المنظمات والتنظيمات، أو حتى الدول ذات المصالح المضادة، وتتم تغذيتهما بشكل مستدام، بشكل ذكي وتفاعلي، متخذين من الأحداث المستجدة منصات للانطلاق، ومن أدوات الاتصال الحديثة عوامل للانتشار والتأثير، يقابلهما استجابة كبيرة، وتوسع في التعاطف والتجييش.
أعرف أن مثل هذا لا يحل عبر مقالة، تشرح ملامح من المشكلة، وإنما بعمل حقيقي عميق، عمره أجيال.. ولكن دورنا أن نعلن عن المشكلة، وعلى الجهات الرسمية خلق الحلول، بمساهماتنا جميعا! والسلام
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/08/02