فاسد تحت التدريب!
عبدالله المزهر ..
الحديث عن الأمطار في مثل هذا الوقت من العام يبدو غريبا على كثير من السعوديين أمثالي الذين لم يفروا من الحر بعد. درجة الحرارة في الطرقات تقترب من درجة غليان المخ ـ إن وجد ـ وأجد صعوبة حتى في كتابة كلمة «مطر».
لكن المطر حقيقة في أماكن أخرى من السعودية، يبدو جميلا في أماكن ومؤذيا في أماكن أخرى.
في جيزان مثلا غرقت الأمانة نفسها والشوارع المحيطة بها، مع أنها أعلنت قبل فترة عن ميزانية مليارية لتصريف السيول، ولكن الواضح أن اهتمام الأمانة الموقرة كان بتصريف المليارات أكثر من الاهتمام بتصريف السيول.
ولأن لكل شيء جانبا مشرقا مهما بدا الجانب الذي يراه الناس مظلما وسوداويا، فإن الجانب المشرق في سيول جيزان والذي يجب أن نشكر الأمانة عليه هو أنها حافظت على استمرار هذه الفعالية المهمة حتى في فصل الصيف -أعني فعاليات غرق المدن-، وهذا إنجاز يحسب لها لا عليها، من الجميل أن نستمر في الحديث عن غرق المدن ونوسع «الذين ساروا بالمليارات» شتما على مدار السنة وآناء الليل وأطراف النهار. صحيح أن التجارب أثبتت أنه لا شيء يتغير ولم يسمع الناس حتى الآن بمجرم واحد أدين في قضية سيول أو فساد، لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في «الصراخ»، فليست كل أفعالنا تؤدي بالضرورة إلى نتائج جيدة. ولنعتبر حديثنا عن الفساد عادة قبيحة مثل التدخين، نعلم أنها غير مفيدة ولكننا نستمر في ممارستها!
وعلى أي حال..
أرفع طاقيتي احتراما لكل الفاسدين في كل مكان في المعمورة، فقد أثبتوا للعالم أجمع أنهم وحدهم الذين يعرفون من أين تؤكل الميزانيات.
وإن كنت الآن أحب الفاسدين ولست منهم فإني سأحاول إصلاح هذا الخلل، وسأبدأ بـ»قطة» الاستراحة، وسأبددها بشكل يرضي رغبتي كفاسد تحت التدريب في الوصول لأعلى مراتب الفساد!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/08/04