الخطوط السعودية.. إلى متى؟
بندر السفير ..
غالباً ما تعتبر خطوط الطيران وخاصة «الناقل الرسمي» منها إحدى الوجهات الرئيسية التي يتعرّف من خلالها المسافرون على ثقافة البلد ومدى رقيه وحضارته كون خطوط الطيران هي المرآة التي تعكس ما بداخل كل بلد، لذا تحرص الدول المتقدمة وحتى الدول النامية على عكس صورة لائقة من خلال الاستقبال الحافل للقادمين إليها أولاً ثم تقديم خدمة تنافسية تليق بضيوفها. وفي المقابل لم أجد إجماعاً منقطع النظير وسخطا كالذي أراه وأسمعه ويصلني تجاه الخطوط الجوية العربية السعودية وهذا لا يليق بكلمة «السعودية» التي يحويها اسمها. ولكن قبل ذلك يجب أن نلفت انتباه الجميع إلى أن هنالك جهات عدة تساهم في إتمام رحلتك في كل مطار وقد تكون هي السبب في المشكلة التي تواجهها أو سوء الخدمة التي تتلقاها بدءاً بهيئة الطيران كجهة منظمة فالجمارك والأمن العام بفروعه وشركات الخدمات المساندة إضافة إلى خطوط الطيران، لكن ما يطفو على السطح من عدم اكتراث للخطوط السعودية وتقليلها قيمة المسافر جعل أخطاءها لا تُغتفر ومشاكلها حقيقية بصرف النظر عن خلل أي جهة أخرى وهذا شيء واضح للعيان فكم منّا من تأخرت رحلته بشكل متكرر دون تعويض، وكم منا من فقد أمتعته دون سبب وكم منا من أسيء التعامل معه وكم منا من لم يُنظر في شكواه إضافة إلى التلوث البصري الذي نراه في إسطول طائرات الخطوط السعودية وخاصة في جنباتها الداخلية المهترئة.
وكما يعلم الجميع تتلقى الخطوط السعودية دعماً أزلياً من الحكومة السعودية إن كان عبر دعم الوقود أولاً والذي من المفترض أن يجعل الخطوط السعودية تسحق أي منافس لها داخلياً وخارجياً، أو عبر الدعم اللوجيستي الإداري و قبل كل ذلك إعطاؤها الحق الحصري لسوق الطيران الداخلي بالمملكة لعشرات السنين، مما يفترض أن يجعلها الشركة الرائدة على المستوى الإقليمي إن لم يكن الدولي، وليس المركز ٨٤ عالمياً! متأخرين بذلك عن دول من المخزي أن نُقارن بها، لكن إدارات الخطوط السعودية «الهَرِمة» ضربت بكل ذلك عرض الحائط حيث لا نلمح أي تطور يذكر لها بخلاف تطور شعارها وآلية احتساب أسعار التذاكر، بينما لا تزال الخدمة في انحدار شديد بعكس نظيرتيها القطرية والإماراتية واللتين تتصدّران القائمة العالمية لأفضل خطوط الطيران، ورغم أن قطاع الطيران من القطاعات التي تشهد نمواً كبيراً وعليه من المفترض أن تكون الخطوط السعودية سنداً للدولة في هذه الأيام العصيبة وأحد مصادر إيراداتها الرئيسية وليس أن تبقى عبئاً عليها، على الأقل بِراً بما قدمته الدولة لها عبر السنين، إلا أن ما يحدث من أغلب وأكررها «أغلب» وليس كل منسوبي الخطوط السعودية يحرج المملكة العربية السعودية بين الدول بل ويؤجج الرأي العام المحلي ويراكم استياء المواطنين بشكل عام. لذا ما تحتاجه الخطوط السعودية هو إعادة هيكلة لمواردها البشرية وخاصة الصف الثاني وما يليه مروراً بالخطوط الأمامية إضافة لإعادة صياغة مفهوم المسافر والخدمة المقدمة له.
الخلاصة: لا أعلم كيف ستساهم الخطوط السعودية للوصول لرؤية ٢٠٣٠م؟
دمتم بخير،،،
صحيفة اليوم
أضيف بتاريخ :2016/08/10