الرسوم والضرائب وثقافة «المنة» !
خالد السليمان ..
عدد مصدر مسؤول في وزارة الشؤون البلدية والقرية فوائد عدة لفرض رسوم إزالة النفايات، لكنه لم يذكر من بينها تطوير خدمة إزالة النفايات نفسها، فقد وعد بأن تسهم الرسوم في تطوير وتسهيل حصول المواطنين على الخدمات البلدية إلكترونيا وإنشاء الحدائق والملاعب في الأحياء وتعزيز كفاءة نظام تلقي الشكاوى !
في شهر رمضان الماضي فوجئت وجيراني باختفاء حاويات النفايات من شوارعنا، واضطر السكان لتحميل نفاياتهم في سياراتهم للبحث عن أقرب حاوية يمكن استخدامها، فهل يتوقع المصدر المسؤول أن أدفع رسوما لاستخدام سياراتي في نقل النفايات مثلا ؟!
أما عمال النظافة فرغم تعاطفي إنسانيا مع تأخر صرف رواتب بعضهم أحيانا إلا أن العديد منهم ترك وظيفته الفعلية وتفرغ للتسول أو التمركز عند أجهزة الصرافة والمحلات التجارية المكتظة لاستدرار عطف المارة، فهل ينتظر المصدر المسؤول أن أدفع رسوما لمكافأة الأمانات والبلديات على سوء متابعة تنفيذ المتعهدين مسؤوليات عقودهم والوفاء بحقوق عمالتهم ومراقبة أدائهم ؟!
ليس موضوعي هنا الاحتجاج على رسوم إزالة النفايات، فلا مانع لدي من دفع الرسوم والضرائب كما يفعل المواطنون في معظم دول العالم المتقدمة مقابل الخدمات الحكومية، لكن بعد إصلاح وتعزيز أدوات رقابة أداء الأجهزة الحكومية، فعندما يدفع المواطن الرسوم والضرائب لا يعود لأحد منة عليه في خدمته ويمتلك حق المحاسبة والمساءلة، فهل تمتلك القطاعات الحكومية التي ستفرض الرسوم والضرائب القدرة على اكتساب ثقافة أنها ستكون هي المدينة للمواطن، بعد أن كانت تذكره دائما بأنه هو المدين لها ؟!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/20