الجمعيات التعاونية.. ضرورة
راشد محمد الفوزان ..
من يعرف الجمعيات التعاونية بالكويت مثلا، ودورها لا يقتصر على سوبر ماركت يشارك بأسهمها سكان الحي، ففكرة الجمعية التعاونية هي "الخدمات والتوفير والمشاركة" فحين يخصص بكل حي سكاني أو حتى صناعي أو تجاري، أرض حكومية لإنشاء "جمعية تعاونية" ثم يدعى لها أهل الحي للمساهمة بها كأسهم، وتتولى إدارتها جهة مختصة وأعضاء مجلس الأدارة من أهل الحي الأكفاء والقادرين على الإدارة، فالجمعية التعاونية هي سوبر ماركت متكامل، وأيضا يوفر خدمات "الألعاب، الخصومات، الاهتمام بكبار السن والأطفال، مطاعم، المقاهي بنفس مكان الجمعية، الأسواق، وغيره كثير من الخدمات" وهذا يعني اهتمام أهل الحي بهذه الجمعية وتفضيلها لهم بحكم أنها بالحي ومساهمين بها، وسيحرصون عليها كثيرا، وستقدم خدمات للحي أيضا من أرباح الجمعية أو مخصصات لها، كاستكمال حديقة، استكمال رصيف، بناء مكتبة، بناء ملتقى لأهل الحي، ودعم محتاجي الحي إن وجد، وفرص عمل لأهل الحي أيضا بالجمعية، فهي شركة "جمعية" منهم ولهم، وهذا ما سيكون ضمن الأهداف الاستراتيجية للجمعية التعاونية.
ما الذي يمنع من وجود هذا النوع من "الجمعيات" التعاونية الخاصة بأهل الحي وتنتشر، وأعتقد أن هذا دور مهم مشترك بين وزارة البلديات والتجارة والعمل والشؤون الاجتماعية، فكل جهة لها دور مناط بها لقيام هذه الفكرة، التي أعتقد أنها متى طبقت ستحقق أهداف كثيرة جدا، ولعل أهم ما أرى أنها ستقدمه، هو رفع مستوى الدخل من خلال المساهمة، ووفرة فرص العمل، والخدمات التي أشرنا لها، فهي جمعية تهدف للربح وهذا شيء أساسي ولكن بالأسعار المقبولة والمعقولة، لخفض التكلفة للسلع والخدمات التي تقدم، فمع مرور الزمن والتضخم وارتفاع الأسعار لا يتوقف، وهذا ما ستسعى له الجمعية التعاونية بالحي، بتحقيق أعلى وفر ممكن أن يحقق وهذا مطلب مهم وأساسي، أعتقد يجب أن نضع هذه الفكرة، ويمكن قيام دور مهم للبلديات بتوفير الأراضي لهذه الجمعيات بما يتناسب مع ما تحتاجه وكل حي وهذا مهم، أتمنى أن تظهر هذه الفكرة، وتشرع بطرق نظامية وقانونية، ماذا لو حدثت فكرة الجمعيات، وأدراها أهل الحي؟ فكرة يجب أن ننظر كيف نجحت بدول أخرى ونحن نملك كل أدوات النجاح الحقيقية.
لصالح صحيفة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/08/22