جامعاتنا.. هي السبب!!
طلال القشقري ..
تربّعت أمريكا على عرش الأولمبياد الأخير في البرازيل، وهذا هو ديدنها في الدورات الأولمبية، يكون نصيب رياضيّيها من الميداليات مثل نصيب الأسد المُهاب في سهول الغاب!.
وكما أنّ وراء كلّ رجل عظيم امرأة، فإنّ وراء كلّ رياضي أمريكي عظيم جامعة، قد استقطبته لموهبته، ووهبته منحة دراسية مجّانية، وصقلت موهبته بمدرّب خبير، واحتضنته في منشآتها الرياضية، وأشركته في الدوريات القوية التي تُقام باستمرار بين الجامعات هناك، فلا عجب إن تفتّق ذلك عن بطل أولمبي يُوزن بالذهب!.
كذلك يوجد في مناهج كلّ جامعة أمريكية مادّة إلزامية للرياضةPhysical Education، وتُحترم وتُعامل كأنها مادة في الطب أو الهندسة، ولا يتخرّج الطالب إلّا بنجاحه فيها، وبواسطتها تكتشف الجامعة موهوبين رياضيين آخرين غير الذين استقطبتهم، فتكتمل منظومتها البشرية الرياضية!.
قارنوا ذلك بجامعاتنا التي لا تحترم الرياضة، وتعاملها كمادة ثانوية مُخصّصة للتسلية وقضاء الوقت، وبعض جامعاتنا أصلاً تفتقر للمنشآت والبرامج الرياضية، ولا يهمّها الموهوب العلمي فما بالكم بالموهوب الرياضي؟ كما لا تتعاون مثاليًا مع الجهات والأندية الرياضية، وليس هناك دوريات رياضية حقيقية بين الجامعات، ولو اهتمّت جامعاتنا بالرياضة كما اهتمّت بتصنيفها الدولي والبروبوجاندا والبهرجة الإعلامية الخاصّة بالتصنيف لصار لدينا أبطال أولمبيين!
قارنوا ذلك لتعرفوا أنّ جامعاتنا هي من أهم أسباب خروجنا من كلّ أولمبياد بما دخلنا إليه به، أي نشترك لغرض الاشتراك، ولا يُرى رياضيّونا علي منصّات التتويج بل فقط في حفل الافتتاح والمراكز الأخيرة للرياضات بلا منازع!.
وكما أنّ العقل السليم في الجسم السليم، فإنّ الرياضة السليمة في الجامعة السليمة، فاجعلوا جامعاتنا سليمة رياضياً لنتطوّر في الأولمبياد، ألا يهمّكم الوطن وحقّه علينا بتشريفه في كلّ محفل؟!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/29