آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فارس هاني التركي
عن الكاتب :
عضو لجنة شباب الأعمال - كاتب اقتصادي سعودي

تمورنا ذهب


فارس هاني التركي ..

قال صلى الله عليه وسلم: (بيت لا تمر فيه جياع أهله) رواه مسلم. والنخل شجرة مباركة ذكرت في القرآن 21 مرة وتقريباً كل أجزائها يمكن الاستفادة منها ويصل عمر النخلة إذا تم الاعتناء بها بشكل جيد إلى 100 سنة وطولها إلى 30 مترا ويمكن للنخلة الواحدة أن تطرح سنويا 150 كيلو من التمر.

زراعة النخل تعلم الصبر فقد تحتاج بعض أنواع النخل إلى أن يصل عمرها 5 أو 10 سنوات حتى تنتج ولكن مؤخراً مع الأبحاث والتطوير في علوم الزراعة نجحت العديد من التجارب في تقليص المدة إلى 3 سنوات وهو ما يؤكد أهمية الإنفاق على الأبحاث في هذا المجال لتحقيق نتائج أفضل من حيث الجودة والمدة والكمية.الإنتاج العالمي للتمور يتجاوز 8 ملايين طن سنوياً وتتصدر مصر الإنتاج وتليها السعودية ثم إيران والجزائر والعراق.

المملكة التي يصل إنتاجها السنوي إلى 1.3 مليون طن لديها أكثر من 28.5 مليون نخلة نصفها تقريباً في منطقة الرياض والقصيم تليهم المدينة المنورة بحوالي 4.6 ملايين نخلة والمنطقة الشرقية بقرابة 3.7 ملايين نخلة.

أكثر من ربع هذا النخيل ينتج تمر الخلاص و15% السكري الأصفر وهناك 400 نوع أخرى للتمر في السعودية تلقى رواجا كبيرا حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد الواحد للتمر في السعودية 31 كيلو سنويا مما جعل تجارة التمور مزدهرة محليا فلدينا أكثر من 165 مصنعًا كان أولها المصنع الأهلي النموذجي والذي أسس في المدينة المنورة عام 1968 فيما تعتبر منطقة القصيم اليوم أكبر مركز لتجارة التمور بالمملكة وتم إنشاء مدينة التمور ببريدة عام 1430 لتعزيز سوق التمر الاقتصادي وجعل تجارتها منظمة أكثر وتدار بشكل احترافي أفضل مما يتيح للشباب السعودي العمل بها وكذلك لتكون وجهة سياحية مميزة تجمع الزوار من المشترين والبائعين والمستثمرين في مكان واحد ويقام بها مهرجان سنوي للتمور تصل المبيعات فيه إلى 20٠ مليون ريال خلال اليوم الواحد. مدينة التمور ببريدة من الأماكن التي أصبحت معلماً مهماً في السعودية وحصلت العام الماضي على أفضل وجهة سياحية بالمملكة.

رغم كل هذا التطور الذي تشهده المملكة في صناعة التمور لكن يظل معظم الاستهلاك محليا وما يتم تصديره محدود جدا على الرغم من وجود تجارب لدول مثل تونس في التصدير تكللت بالنجاح وحققت مردودا اقتصاديا رائعا فالأسعار في السوق الخارجية مردودها أكثر بكثير.

النقطة الثانية وهي الأهم تكمن في اكتفائنا بصناعة التمر الأساسية وعدم الانتقال للصناعات التحويلية والتي تحقق هامش ربح أعلى بكثير حيث يدخل التمر في صناعة الخل والدبس والعجين والحلوى والشوكولاته. لذلك يحق لنا أن نقول «تمورنا ذهب» ولكن يجب أن نستثمر فيها أكثر وألّا نهمل جانب التطوير والأبحاث والتسويق الخارجي.


صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/08/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد