«ساند».. كيف الحال
عبدالرحمن سلطان السلطان ..
عزيزي "ساند" أكتب لك رسالتي وأنا شبه متأكد أنك لن ترد عليها، فرسالتي الأخيرة قبل ما يزيد على العام لم تهتم بها ولم ترد عليها، فأنت ورغم كل الاعتراضات والملاحظات مضيت وبدأت برنامجك دون أن تلتفت إلى رأي المستفيدين من خدماتك، وبالطبع لن تلتفت لرسالة عابرة.
اليوم ومع توالي استغلال القطاع الخاص لمأساة المادة 77 من نظام العمل الجديد، والذي يفتح الباب واسعاً للاستغناء عن شباب الوطن دون إبداء الأسباب؛ تجعلني أكتب لك من جديد، متسائلاً عن ماذا فعلت بما تستقطعه من رواتب الشباب والفتيات السعوديين خلال الفترة الماضية، لقد زدت الاستقطاع من 9% إلى 10% من راتب المستفدين، وكذلك فعلت مع نسبة الاستقطاع من رب العمل، فصار المجموع النهائي 20% من الراتب! وهي نسبة ضخمة بجميع المقاييس، ولكن دعنا من كل هذا، ولننظر إلى ماذا فعلت للشباب الذين سرحوا من أعمالهم خلال الأشهر الماضية؟ ألا يمكن أن تخبرنا بإحصائية ولو عامة، فقط لنعرف عدد المستفدين منك، وكم تلقوا من مبالغ؟ وكم عدد من استفاد من برامج التدريب؟ هنا نستطيع أن نقول إننا استفدنا على الأقل مما يستقطع، على الرغم من المستقطع يبلغ 1% من جميع الرواتب مهما علت بينما التعويض يقف عند حاجزٍ محددٍ من الراتب الشهري لا يتجاوز 60% من الراتب الأساسي، وبحدٍ أقصى تسعة آلاف ريال في الأشهر الثلاثة الأولى ثم 7500 في ما يليه.
عزيزي "ساند" أكاد أجزم أن عدد المستفدين قليل وقد يكون نادراً، خصوصاً وأن الشرط الأول يستلزم ضرورة العمل 12 شهراً خلال ثلاث سنوات، وهو ما يقلص حجم الشريحة في السنوات الأولى من البرنامج، فضلاً عن أن تحقيق شروط الاستفادة تعجيزية وتكاد تكون مستحيلة، ذلك أن بعض الشركات قد تضغط على الشاب للاستقالة وتساومه على مكافأة نهاية الخدمة بهدف أن يكون هو المتقدم بالاستقالة، مما يجعله خارج حسابات "ساند" بشكل تلقائي.
فما الفائدة من جمع هذه المبالغ هكذا دون أن تصل لمن يحتاجها وفي وقتها؟ فالحالة النفسية للمفصول من عمله أسوأ ما يكون، ولا أعتقد أنه بحاجة إلى الدخول في دوامة أهلية الاستحقاق بدلاً من البحث عن وظيفة جديدة، ولعلنا هنا نقترح أن تشمل خدمات "ساند" مساندة الباحث عن وظيفة عبر تحمّل تكاليف مكاتب التوظيف، فهذا أجدى من الاستمرار بدفع التعويض دون الحصول على وظيفة جديدة.
قد يجادل الكثيرون أن "ساند" قد يضر جهود السعودة ذلك أنه يشجع الشركات على الاستغناء عن موظفيها السعوديين! لكن ماذا لو فكرنا بأسلوب مختلف لتمويل "ساند" قد يقلب المعادلة؛ يقوم رب العمل ومع تسريح موظفه بدفع مبلغٍ يوازي كامل راتبه خلال ثلاثة أشهر، ليقوم "ساند" بدفعها على مدار ستة أشهر للموظف المفصول، ألا يحقق هذا الهدف؟ فيحفظ للموظف أمواله، ويجعل رب العمل يفكر ألف مرة قبل الاستغناء عن موظفه السعودي؟.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/09/04