آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
راشد محمد الفوزان
عن الكاتب :
ماجستير بالإدارة، كاتب يومي بجريدة الرياض،مدير مكاتب CNBC عربية بالمملكة، حاصل على جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب الاكثر تاثيرا بالإقتصاد

خطأ شركتي سامسونغ وفولكس واجن


راشد محمد الفوزان ..

أخطاء الشركات الكبرى لا تمر مرور الكرام ولا بدون عقوبات سواء كانت من الحكومات أو من السوق والعملاء أو البورصة إن كانت مدرجة، لعل أبرز خطأ مر علينا خلال سنتين فقط من شركة VW "فولكس واجن الإلمانية" وهو مشكلة العوادم حيث تلاعبت بنسبة الانبعاث حتى تظهر بنسب أقل من الحد المسموح به، ولكن الحقيقة كان الانبعاث أعلى واصبحت قضية كبرى، الخطأ الآخر من شركة سامسونغ حين برزت مشكلة سخونة الهاتف النقال نوت 7 بالتالي أدت إلى الاحتراق أو الانفجار لعدد من الأجهزة وسحب على مستوى العالم الجهاز بما ألقى بظلاله على "الثقة بالشركة ومنتجاتها" وتراجعت القيمة السوقية للشركة بـ 26 مليار دولار أميركي وخسارة نسبة من ثقة العملاء يصعب حصرها او معرفتها تفصيلا اليوم. وأخطاء الشركات لا تقف على خطأ "المنتج" فقط فهناك أخطاء "إستراتيجية" للشركات هي يمر من جانبها قطار التطور والسرعة للمنافسين وتظل الشركة بمكانها لا تتقدم أو تتغير، إما لعدم وجود كفاءات عالية كمطورين ومخترعين ومبدعين، أو ترى أنها تسير بالطريق السريع ولكن الحقيقة أن الماء يجري تحت قدميها وسوف يجرفها، وسأذكر هنا كمثال شركة "نوكيا" أين هي اليوم ؟ فهي لم تحافظ على فترة ازدهارها بالتطوير والابتكار ومنذ 2007 وهي أصبحت في طي النسيان سهمها كان يقارب 80 دولارا وتراجع إلى ما دون 10 دولارات حتى سيطرت عليها مايكروسوفت، كذلك شركة كوداك اليابانية وهي التي تأسست عام 1892م والسبب المنافس تفوق وأصرت على منهجها وبطء التغيير والتطوير والتطورات اللاحقة لهذه التقنية فخرجت من السوق، وحين ننظر لبداية شركة "قوقل" كان من الممكن أن يستحوذ عليها شركة ياهو أو مايكروسوفت ولكن رأت أنها غير مهمة أو يمكن أن تؤثر بشيء، واليوم قوقل أصبحت اساس الإنترنت في هذا العالم وبرامج تشغيل للهواتف النقالة وكل يوم تتطور.

إفلاس الشركات قد يكون أسهل من تحقيق الربح والنمو لأنه بخطأ واحد ممكن أن يحدث، وسيعتمد على قوة الشركة وملاءتها المالية في القدرة على الصمود، وخلاصة القول أن الشركات إن كانت تريد الاستمرار والنمو فعليها متطلبات كبيرة وعديدة أولها "قلة الأخطاء وإن حدثت تكون غير جوهرية، القدرة على الابتكار والاختراع المستمر، متابعة المنافسين أين يقفون واين يتجهون، الاستماع للمستهلكين وليس كل المستهلكين، تلبية حاجات لم يكن يعرفها المستهلك أصلا وتصبح مع الزمن ضرورية، لا تقف تنظر كم حققت بل انظر كم باقٍ لم تحقق ". السوق أكبر مصحح للشركات لن يرحمها.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/09/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد