نادبة مستأجرة
عبده خال ..
منذ زمن وزارة الدكتور حمد المانع ومستشفى شمال جدة معطل، وقد تعاقب وزراء مختلفون وهذا المستشفى لازال يقف صامدا بخرساناته من غير فعل يذكر.. وخلال سنوات طويلة يأتي كل وزير ليعد بتشغيله فينتقل إلى خارج صفوف المسؤولين لصفوف المتقاعدين، بينما المستشفى يستغيث بإتمام تجهيزاته ودخوله إلى مضمار خدمة أهل جدة.. وعندما جاءت حمى الضنك أو (صاحباتها) تم تشغيل المستشفى لتحويل المصابين بها لهذا المستشفى المنتظر العمل من سنوات طويلة، وعندما تناسينا الحمى والمصابين بها تم أيضا تناسي المستشفى أو إدخاله في الخدمة..
هذه الذكرى حول مستشفى شمال جدة كان أحد النماذج الأساسية في إثبات عجز وزارة الصحة عن تلبية احتياجات المدن في تقديم الخدمة الصحية من خلال تسريع تشغيل مشاريع المستشفيات الحديثة.
وإذا كانت الأخبار تقول إن جمعية حقوق الإنسان تلقت خلال السنتين الماضيتين شكاوى صحية ضد وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية والمديريات العامة للشؤون الصحية في جميع المناطق تركزت حول خمس ملاحظات وبلغت 233 قضية وهذه الملاحظات وعدد القضايا هي تمثل الحد الأدنى من شكاوى المواطنين مقارنة بما يجدوه من عنت للحصول على الخدمة الصحية.
فسوء الخدمات سواء فيما يتعلق بالجودة أو توفير الأسرة والأدوية أو المواعيد فهي شكاوى المواطن الفصيح وقد أنهك من الصراخ وهو يطالب بتحسينها.
أما تكدس المراجعين فهو عنوان عريض لكل المستشفيات الحكومية، وكم من مريض اختصر الوقت وذهب لقبره غير آسف على حياته بدلا من الانتظار الطويل لكي يصور أشعة وضع لها موعدا بعد سنة كاملة.
ولو علم كل مراجع أن جمعية حقوق الإنسان تستقبل الشكاوى لربما فاضت الشكاوى بنسبة تفوق عدد القضايا المرفوعة بالآلاف.
وإزاء كل الشكاوى المحبوسة في صدور الناس والمبثوثة ظلت وزارة الصحة تسير بالتصريحات ونثر الأحلام الراقدة في مرقدها من غير أن تفعل الوزارة الواقع الحقيقي بإحداث نقلة نوعية في جميع خدماتها.
ولأننا نعرف أن جمعية حقوق الإنسان ليس في يدها حل سوى مشاركتنا الشكوى مثلها مثل النادبة المستأجرة.. ولأن أصواتنا لازالت عفية فنحن أكثر مقدرة منها في النواح، فكثر الله خيرها وننصحها أن تجاورنا لتعرف أن ندبنا يفوق ندبها بمراحل.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/09/27