خانني التعبير !
مازن عبد الرزاق بليلة ..
محاولة مقدم الثامنة على قناة أم بي سي، وضيوفه الكرام الأربعة إخضاع نائب وزير التخطيط والاقتصاد للاعتذار، غير مبررة، وغير مفيدة، في محاولة لثنيه عن قوله في الحلقة الماضية، بأن المملكة سوف تفلس لو لم تتخذ الإجراءات التقشفية.!!
الاعتذار غير المبرر، محاولة لشخصنة الخلاف، وإرغامه لقول: (لقد خانني التعبير)، هو محاولة لحسم الخلاف بين الاقتصاديين حول مستقبل الاقتصاد السعودي، وطلبهم الاعتذار منه علناً بسبب أن رأيهم يخالف رأيه، مجحف، وهو غير مضطر لذلك، لأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولكل اقتصادي أن يقول رأيه الذي يؤمن به، فلو كان الخلاف (شخصياً) كما حاول برنامج الثامنة أن يصوره لنا، فالاعتذار لا داعي له.
رأي (الإفلاس) يمثل رأي وزارة، لا فرد، وعليه تبني سياستها، فالفكر يسبق الفعل، ونائب الوزير قال هذا التصريح، وهو على كرسي الوزارة، ويمثل صوت الوزارة، والاعتذار هنا لن يفيدنا بشيء، فلو أن وزارة التخطيط والاقتصاد تراجعت عن رأيها وتبين لها أن الاقتصاد السعودي بخير، وأنه لن يفلس خلال 3-4 سنوات، فهذا يعني أنها سوف تتراجع عن سياساتها التي بنيت على فرضية خاطئة، وبالتالي سينعكس التراجع على حزمة من الإصلاحات الاقتصادية.
الشيء بالشيء يذكر، لو أن الخلاف مع وزير الخدمة المدنية، حول إنتاجية الموظف السعودي، و(تحديدها بساعة واحدة)، خلاف شخصي، فلا داعي أن يعتذر منه، ولكنه تحدث بصفته وزيراً للخدمة المدنية، فهو هنا، يمثل منصباً ووزارة، ولايمثل شخصه، وبالتالي لو اقتنع بكلام الاقتصاديين الأربعة، أن الموظف السعودي أكثر إنتاجية، فعليه وهو على رأس الوزارة، التراجع عن قرارات حذف البدلات.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقول المؤرخ الألماني جون ولوفجانج:القيادي العظيم عندي، هو ذلك الذي يجمع العظماء حوله، ويصنع بهم فريقه..
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/10/26