آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عادل الحربي
عن الكاتب :
صحافي بصحيفة الرياض

المجتمع غير الجاهز!!


عادل الحربي ..

شهدت الرياض مؤخراً حدثاً استثنائياً عندما قدمت فرقة ايلومينيت (iLuminate) العالمية، عروضاً بصرية على مسرح جامعة الأميرة نورة بالرياض، وسط تفاعل وحضور جمهور غفير من الجنسين يتوقع أنه بلغ العشرة آلاف؛ حيث نفدت التذاكر رغم أسعارها التي يقال إنها كانت فلكية!

المجتمع الذي نخشاه والذي دائماً نتوجس منه خيفة ونضعه عقبة أمام الكثير من المشروعات الجديدة؛ انقسم خلال تلك العروض إلى قسمين لا ثالث لهما؛ جمهور حضر العروض المسرحية واستمتع بها، وآخر لم يذهب أو لم يهتم.. ولم يكن هناك جمهور ثالث "محتسب" أو "مفاكس" أو "مهشتق".. مر الأمر بسلام واحترمت الغالبية من سكان العاصمة رغبة بضعة آلاف اختارت الحضور والفرح!

بعض المسؤولين والصحافيين لم يصدقوا ما حدث وقطعوا تذاكرهم بين جمهور الشباب ليشهدوا الحدث شخصياً ويسجلوا شهاداتهم.. ونقلوا أنهم شاهدوا ترفيها راقياً لم يخطر على بالهم انه يمكن أن يحدث في الرياض.. ولم يكن الأمر بالنسبة لهم سهل الاستيعاب.. صالة تعج بالشباب من الجنسين وعرض لفرقة عالمية في مسرح جامعة الأميرة نورة.. مر كل شيء بسلام.. ولم يسجل أحد منهم حضور "المجتمع غير الجاهز".. بل غادر "المجتمع" الذي حضر العروض بعد نهايتها بسلام .

نخطئ بحق "المجتمع" عندما نختصره في بضعة أصوات مهنتها المعارضة؛ بضعة أصوات لو لم تمتهن معارضة كل شيء لما أصبحت شيئا يذكر؛ حيث لا رؤية ولا مشروعات بديلة، فقط المعارضة لمجرد المعارضة أو إرضاء لهلاوس شاذة وتجارب خاصة لا يجوز تعميمها على كل المجتمع..

وتتصدر الدعوة لقيادة المرأة للسيارة قائمة حكاية "المجتمع غير الجاهز".. حيث يجري في هذه القصية تشويه المجتمع وتصويره بصورة مشوهة بمجرد رؤيتهن خلف مقود السيارة!!.. وهذا الذي يعتقد بذلك بلاشك هو خارج السياق السوي ويعيش ظروفا نفسية ربما تمنعه من رؤية حقيقة المعدن الأصيل لأبناء مجتمعه، كما تمنعه من رؤية تواجد المرأة في مجالات كثيرة من حوله معززة مكرمة.. بالإضافة لعدم رؤيته لتجارب دول خليجية لديها ذات العادات والتقاليد والدين.. وربما أيضاً عدم إدراكه/ اعترافه لحقيقة بلد الأمن والأمان حيث كفاءة الأجهزة الأمنية وصرامة القضاء في التعامل مع الاعتداء على الأعراض والحقوق.

المعارضة لأي مشروع حق للجميع.. لكن تحميل المجتمع المسؤولية أو تشويه صورته ليس من حق أي طرف.. نحن في عصر وسائل القياس الدقيقة ولا يمكن أن نعجز عن قياس توجهات الرأي العام بطرق علمية بعيدة عن تخرصات أثبتت التجارب بعد التجارب بأنها غير منصفة بل ومسيئة للجميع.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/11/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد