آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

آمنت بالذي آمنت به الوزارة!


عبدالله المزهر ..

أعترف وأنا بما تيسر من قواي العقلية أنني تجنيَّت كثيرا على وزارة الإسكان وقلت عنها ما لم يقله مالك في الخمر ـ وبالمناسبة، فأنا لا أعرف ما الذي قاله مالك عن الخمر ـ، ولكن موقفي من الوزارة الفتية لم يكن بسبب كراهية أو لموقف شخصي لا سمح الله، وكل ما في الأمر أني كنت جاهلا مغررا به، وكنت ـ لفرط جهلي ـ أظن أن الوزارة الموقرة لا تعمل، وإن عملت فإنها لا تنتج شيئا مفيدا، وأن وجودها ضار وعدمها فائدة للناس أجمعين.

وخير الخطائين التوابون، ولعل الوزارة ومنتجاتها وأصدقاءها من المطورين العقاريين يقبلون عذري وتصح عندهم توبتي.

والتوبة لا بد لها من دوافع فالحمد لله الذي يسر لي طريق الهداية وأنار لي طريق الصواب. فبعد أن كنت سادرا في غيي وضلالي قرأت تصريحا لوزارة الإسكان في إحدى الصحف فكنت كمن أفاق من غيبوبة طويلة، وآمنت بالذي آمنت به وزارة الإسكان.

ونحن نظلم هذا التصريح حين نسميه تصريحا، فهو أكثر من ذلك بكثير، إنه فتح عظيم واكتشاف مذهل ينم عن عمل جبار وجهد لا يمكن التقليل منه.

تقول الوزارة ـ لا فض فوها ـ «مشكلة السكن سببها عدم قدرة المواطن على الشراء وفق الأسعار الحالية أو المستقبلية» أ.هـ.

هذه النتيجة التي توصلت إليها الوزارة تدل على عمل جبار وجهد حقيقي بذل في الوقت الذي كنت أنا والضالون أمثالي نسخر من جهد الوزارة ونقلل من عمل وزيرها، إنه عمل يستحق كل «مليار» دفع من أجل تحقيقه، ولا عزاء للمشككين والمحبطين ـ بكسر الباء ـ !

وعلى أي حال..

يجب أن يكون اكتشاف وزارة الإسكان دافعا لبقية الوزارات لتعمل بجد هي الأخرى، ولعلنا نسمع قريبا أن وزارة الصحة اكتشفت أن مشكلة المرض أنه يحتاج إلى دواء، وتكتشف وزارة التعليم أن مشكلة الطالب أنه يريد أن يتعلم، ثم يكتشفون بشكل جماعي أن مشكلة الحياة أن المواطنين يرغبون في عيشها.
 
صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/11/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد