طريق «النور السعودي» للعالمية... الدروس والعبر
محمد أمان ..
لا يعتقد أحد بأن طريق نادي النور السعودي نحو التتويج ببطولة آسيا لكرة اليد، وبالتالي التأهل إلى كأس العالم للأندية، كان طريقا مفروشا بالورود، أو أنها مجرد ظروف عابرة فتحت أمامه الطريق نحو اللقب.
أستطيع القول بأن هذا مشروع ولد قبل 3 سنوات بطموح حمله وآمن به رئيس شاب سخر إمكاناته المالية والمعنوية من أجل نادي منطقته ووطنه، وقد نجح في وضع (سنابس) على كل لسان وفي كل صحيفة، وهذه أكبر العبر.
تبنى النور السعودي سياسة (الاستقرار الفني) خلال السنوات الثلاث الماضية، وكان مؤمنا بأن أي تغيير لا يكون إلا إلى الأفضل من دون أي بطولة أو مجازفة، وهذه العبرة الثانية وهذا يؤكد بأن هناك تخطيطا.
الظروف المثالية داخل النادي وكثرة المشاركات على مستوى المنتخب السعودي فيما يمثل لاعبو النور العمود الفقري له ساهم بشكل كبير في رفع مستوى اللاعبين فنيا وذهنيا، وهذا يؤكد الدور المكمل للمنتخب مع النادي، وهذه العبرة الثالثة.
النور الذي يسيطر على البطولات المحلية يبحث عن الأفضل على مستوى اللاعبين المحترفين، ليس ذلك فحسب، بل يختار ما يحتاجه فقط، وفي صفوفه أغلى محترف في الدوري، وفي البطولة الآسيوية العام الماضي والجاري جلب أفضل وأجود المحترفين، وهذه العبرة الرابعة.
لا يكفي أن تمتلك رئيسا داعما واستقرارا فنيا على سنوات وأن تمتلك مجموعة من أفضل اللاعبين المحليين ولديك أميز المحترفين حتى تكون الأول، إذا لا تمتلك روح الانتصار والقابلية للقتال من أجله فلن تحقق شيئا، النور امتلكها وقدمها بأسلوب راق، وهذه العبرة الخامسة.
بناء على ذلك، يستحق النور السعودي أن يكون بطل آسيا، ويستحق تعاطف الجميع معه؛ لأنه أبدع وأمتع أمام فريق يمتلك مقومات عالية، وأثبت أن الأسماء لا تحقق بطولة، كرس مبدأ التخطيط السليم وهو الطريق للإنجاز.
الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2016/11/11