القلق والطمأنينة
مازن عبد الرزاق بليلة ..
في الوقت الذي أعلن فيه مجلس الوزراء السعودي، قبل شهرين تقريبًا، ردًّا على صدور قانون (جاستا) الأمريكي، قلقه البالغ، وقلق كل العالم، حول قانون ينتهك سيادة الدول، صدرت الأسبوع الماضي تطمينات مختلفة من ساما.
حيث قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أحمد الخليفي: إنه ليس لدينا أي قلق على استثماراتنا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد قانون (جاستا)، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تتخذ أي قرار تجاه تلك الاستثمارات.
وأكد الخليفي خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرًا بمناسبة إصدار التقرير السنوي الـ52 للمؤسسة، أن استثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بحصانة سيادية، وليس هناك ما يدعو للقلق حيالها.
(جاستا)، لم يستثنِ دولة عن أخرى، بل أكثر الأحاديث التي دارت حوله في الصحف الغربية، عند صدوره، وفي التحليلات السياسية أن السعودية هي الدولة الأولى المستهدفة، وشارك الكثير من المنظمات والتكتلات الدولية قلقهم من هذا القانون، مثل دول مجلس التعاون، والاتحاد الأوروبي.
تطمينات ساما، تحتمل أمرين، الأمر الأول أن ساما وصلهم ما يفيد الاستثناء من الكونجرس الأمريكي بأن القانون الجديد لن يُفعَّل، وأن صدوره كان صوريًا فقط لإرضاء الأسر المتضررة، وأنه لن يُطبَّق فعليًا، لذلك صدرت منهم هذه التطمينات التي قد يكون أبلغوها لساما، والتي أعلنها لنا محافظ مؤسسة النقد.
الأمر الثاني أن معالي المحافظ يريد أن يُطمئن الرأي العام السعودي من عنده، بأن القانون الأمريكي لن يمسُّ العوائد السعودية، ولا الممتلكات السعودية، ولن يطال استثمارتنا ولا محافظ صندوقنا السيادي في الولايات المتحدة، لذلك لن يتحرَّك ويفعل شيئًا مختلفًا، وسوف يترك الأمور تسير على عواهنها.
# القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقول المدرب الأمريكي فينس لومباردي: الكمال صعب المنال، ولكن عندما نُطارده، قد نُحقِّق حدود الجودة المطلوبة.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/11/20