متعهدو السفارات.. وأجهزتنا الحكومية
عيسى الحليان ..
الذي قدر له وأن تعاطى مع بعض متعهدي السفارات الأجنبية في المملكة مثل (في إف إس جلوبال) للحصول على تأشيرة سفر سوف يطّلع على تجربة فريدة، ونموذج متفرد من أساليب التعامل ليس له مثيل.
لو أردت الحصول على تأشيرة لبريطانيا أو لدول الشينجن أو غيرها، فأنت من سوف تقوم بتعبئة النموذج (online) وأنت من سوف تحصل على الموعد الذي يناسبك، وعند الحضور لوكيل السفارة سوف تفاجأ بالنظام المتبع واحترام الزائر، لا وقت لتضييع الوقت، كل شيء يجري بدقة وسرعة متناهية، فأنت هنا لا تحتاج إلى واسطة أو مكالمة، حتى ترسخ هذا المبدأ تماما وأصبح معلوما لدى الجميع، وهو ما يثبت أنه يمكن للمواطن تقبل فكرة عدم البحث عن واسطة لو تغير هذا النظام أو ذاك، في الوقت نفسه أنت هنا لا تشاهد مكاتب مديرين ولا سكرتاريا ولا حجّابا، تدور في مسار واضح، والمراجعون هنا سواسية (كأسنان المشط) كل شيء يجري على المكشوف وبأساليب تقنية رفيعة المستوى، دخلت السفارة البريطانية قبل أسبوعين، ولم أمكث سوى خمس دقائق، ثلاث منها لفرز الأوراق، ودقيقتين لأخذ البصمة وصلى الله وسلم.
ما قصدته هنا أن معظم حكومات العالم أصبحت تعتمد الميزانيات التعاقدية بدلا من ميزانيات البنود أو البرامج، فهي لم تعد بحاجة إلى مزيد من المكاتب والموظفين، وإدارة هذه الخدمات بطريقة بدائية ومكلفة، وتسليم معاملات ومصائر الناس لمن لا يستحق، وإنما أصبحت تمنح هذا الحق لشركات ومؤسسات متخصصة تقوم بهذا الدور نيابة عنها وفق أفضل المعايير، وهذه الشركات هي من تقوم برسم دوران الخدمة وإدارة المنتج، وهذا ما هو حاصل مع هذه السفارات حاليا، وخلاف كونه أسلوبا يرفع من مستوى الخدمة ويخفض الكلفة، فهو يعطي الفرصة للوزارات والمؤسسات السيادية فرصة للتخطيط والتطوير والمتابعة.
إلى متى وخدماتنا الإدارية تتم بمثل هذه الصورة الهزيلة، وبأعصاب محروقة، ولماذا لا تقوم وزارة الخدمة المدنية بإقامة دورات للأجهزة الحكومية في أروقة متعهدي هذه السفارات، في محاولة لاستنساخ هذه التجربة، والانتقال لمثل هذا النموذج، ألا نستحق أن نعامل بمثل هذه الطريقة؟
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/11/26