صناديق مستشفى خيبت الأمل.. وجبال الورق
فواز المالحي ..
يا الله، الأمر مخيف جدا، ذهبت إلى أحد المستشفيات الحكومية التي تعنى بالمعتلين نفسيا في مدينة جدة وليتني لم أذهب، حالة رديئة جدا، مكاتب كرتونية وأوراق صفراء مبعثرة ومنثورة وحالة سيئة حتى هيئة الموظف ذي الشماغ البرتقالي، وأسلوب التعامل القديم، وطريقة التعاطي مع الجمهور والزوار، ربما لأن العاملين في تلك المصحة من المتعافين، ولكن ما ذنب المعافى أو المريض الذي يزور المنشأة وهو يتعشم أنه سوف يكون وسط بيئة صحية وجيدة كما يجب.
توقعت أن تأخذ المعاملة الداخلية من أسبوع إلى أسبوعين من أجل أن تصل إلى شؤون الموظفين داخل تلك المصحة الغريبة في موقعها ومبناها وأسلوب العمل فيها وأزقتها الغريبة، هرب منها المرضى مرارا ويهرب موظفوها أيضا عن العمل.
مدير القسم عندما يرسل خطاب غياب موظف عبر الصادر ومن ثم الإرسال إلى الجهة الأخرى داخل الصناديق يوردها الموظف هناك وتضيع يومين ويحصل عليها ويؤرشفها وهكذا مضى أسبوع.
المهم في الأمر أن إهرامات الورق أين سوف تؤرشف وأين سوف تجد مكانا آمنا لحفظها عشرات السنوات.
لأول مره أجد في داخلي روح القبول بالعمل المجاني لصالح تلك المصحة، كي أعمل فقط مدة شهر كامل حتى أقوم بتحويلها إلى مصحة الكترونية مؤرشفة كاملة الأهلية لتقويم المرضى والمدمنين الذين يجب أن يكون لهم أرشيف الكتروني ضخم مربوط بوزارة الداخلية والصحة والجهات ذات الاختصاص التي واجب عليها تأهيل المتعافين، وكذلك توجيه الموظفين وتدريبهم جيدا على العمل وإخراجهم من عباءة الإحباط والاتكال على جبال الورق.
وعلى وزارة الصحة أو أحد التجار المتطوعين بناء مرافق جيدة ومبان مؤهلة لتحتوي الفئة الطيبة التي جار عليها الجور وساقهم القدر إلى عالم لا يرضونه ولكنهم تورطوا فيه لعدم وجود بدائل ومتنفسات وأسلوب حياة يشغلهم عن التجمعات الضارة التي ساقتهم إلى ما هم عليه.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/11/26