حتى أرامكو!
أمجد المنيف ..
لا أحد، فعلا لا أحد، لم يسمع عما حدث في "مركز الملك عبدالعزيز الثقافي"، وكمية الحرج التي تجاوزت أطنان المياه، ومدى الإساءة لمشروعاتنا الاستثنائية، في وقت يفترض أن نكون فيه أكثر تجويدا، حيث الكثير - ممن حولنا - ينتظرون مثل هذه الأحداث، للاصطياد والتربص، وتحقيق أجندة معينة.
قبل كل شيء، عندما نتحدث عن الواقعة، فهدفنا الإصلاح والوطن، ولا نقبل أن يأتي من يزايد أو يشكك، فالنقد مهم للوقوف على ثقوب التنمية، في نفس الوقت، من غير الطبيعي أن نجد الكثير ممن يلاحقون الفساد، يتوقفون عند "حادثة أرامكو"، فقط لأنها "أرامكو"، منطلقين من مصالحهم الشخصية، لهذا نقول: لا أحد فوق النقد أو المحاسبة.
الصدمة هنا مضاعفة، ليس فقط لما حدث، بل لأنها "أرامكو"، التي كانت بمثابة المنقذ دوما. الشركة التي كانت الحل لمثل هذه الحوادث.. الأمر ليس شيئا عابرا، بل أزمة ثقة، هذا ليس تضخيما، ولكن شرح للشعور العام، الذي كان يرى في هذا الشركة الأمان، والجودة والاستثناء، حتى في التخصصات المختلفة عن مسارها الرئيس، وهو ما كان في "الجوهرة" وغيرها.
قد تكون الثقة المفرطة لعبت دورا في ذلك، أو ربما التعجل دون التحقق، وقد تكون هناك ظروف أخريات. ينتظر الناس، كل الناس، أن يسمعوا نتائج لما حدث، تجيب على كل الأسئلة، وليست مجرد بيانات عامة.. في حوادث سابقة، راحت مع النسيان، كان الجميع ينتظر الإجابة، فغابت ورحلت معها الثقة. الاحتياج الآن أكبر من أي وقت مضى، للوضوح والشفافية والمباشرة، كلنا ننتظر.
ميزة أن تكون هناك لجان تجيب على أسئلة الرأي العام، أن الملف يغلق برمته، بعدما تتضح الصورة ويحاسب المقصرون، لكن الأمر يظل معلقا ما بقي مفتوحا، وهذا ليس رأيا، بل ما جرى مع حوادث أخرى.. أتمنى أن يحدث ذلك بالفعل.
كانت "أرامكو" سباقة في التميز، ولا يمكن أن ينكر هذا عاقل، ولها في تاريخها الدليل، وهذا الدور الريادي سيكتمل، لو قررت أن تكون رائدة في التقصي، الأمل فيها كبير، وكلنا - في الحقيقة - لا نريد أن نصدق خطأها، ليتها تصححه علنا.. بالمحاسبة! والسلام.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/11/29