سوق النفط وسوق الأسهم
راشد محمد الفوزان ..
التصاعد السعري لأسعار النفط مؤخرا بعد اتفاق أوبك على خفض الإنتاج وبعض الدول الرئيسية المنتجة كروسيا، حلق بالسعر لمستويات تقارب الآن 55 دولارا أقل أو أكثر قليلا، هذا التفاعل المباشر بعد اتفاق مفاجئ، بعد أن ظل لسنتين سعرا عائما بلا تحديد لإنتاج أو سعر، وكانت مرحلة أشبه باختبار قدرة على التحمل، والواضح أن معظم الدول أصبحت متضررة خاصة النفطية والتي تعتمد عليه بصورة رئيسية، وكانت فترة كافية لتثبت من يقدر على الصمود ومن لا يقدر، ولعل الأهم كان إخراج منتجي النفط الصخري من السوق، ولكنه لم ينجح كثيرا، وظل المنتجون حاضرون إلى اليوم، ولكن تكلفتهم الإنتاجية لازالت عالية وإن كانت أقل من الماضي كلفة مما خلق لديهم ميزة أفضل إنتاجا.
الآن وضع السوق يعتبر جيدا وليس مثاليا، ويتحسن خاصة مع الشتاء، وانعكس ذلك على سوق الأسهم السعودية بالارتفاع حتى لامس المؤشر حتى الأمس مستويات 7200 نقطة، وهو بذلك حقق ارتفاعات مهمة وجوهرية مقارنة بماذا كان في شهر أكتوبر الماضي أي قبل أقل من شهرين 5300 نقطة تقريبا أي حقق مكاسب إلى الأمس ما يقارب 2000 نقطة نحن نتحدث عن 35% ارتفاعا، هل يمكن أن نضع السبب أسعار النفط وتحسن أسعارها؟ برأيي الشخصي ليست أسعار النفط السبب الرئيسي رغم أهميتها ودورها البعيد المدى، فأسعار النفط يصعب أن تتنبأ سعريا لها لمدد تتجاوز 3 إلى 6 أشهر فكيف ببناء إستراتيجية بعيدة المدى، هذا من الصعب جدا، ولكن ما حدث بسوق الأسهم السعودي برأيي هي حالة "الاطمئنان وانتزاع الخوف والضبابية التي كانت سائدة اقتصاديا" لمرحلة ماذا بعد النفط، وشعر المستثمر وحتى المتداول، وهو ما نردده دوما، أنها دورة اقتصادية تحدث في مرحلة معينة زمنيا حين تنطبق الشروط والظروف لكي تتحقق وهذا ما حدث، ولا يعني أن أسعار النفط ستواصل الارتفاع، فمستويات 60 دولارا يصعب كسرها في ظل وجود النفط الصخري وأيضا صمود اتفاق أوبك الذي يحتاج شهر يناير لنرى كيف سيطبق وإلى متى سيصمد، حين كان سعر النفط يقارب 100 دولار لم نشاهد مؤشرا يتجاوز 10 آلاف نقطة بقوة ويصمد ويستمر صعودا، الأثر يجب أن يكون وفق معطيات اقتصادية عميقة، وليست سعر نفط فقط، ونحن بمرحلة تحول ورؤية قادمة وبدأت ليس من ضمنها الاعتماد على النفط مما يضع النفط في مرحلة تحول لتقليص الاعتماد عليه تدريجيا، وهذا جيد وسيخدم الجميع.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/12/13