المبالغة بالعقوبة
مازن عبد الرزاق بليلة ..
العقوبات التعزيرية يقصد منها، الإصلاح، وليس الإيذاء، ويقصد منها التقريب، وليس الإقصاء، ويتوقع منها التربية، وليس المعاداة.
شهدت كليات البنات بجامعة الطائف مشاجرة بين عدد من الطالبات مما أدت إلى إصاباتهن بإصابات مختلفة نقلن على إثرها إلى المستشفى من قبل الهلال الأحمر لتلقي العلاج اللازم، وأوضح المتحدث الرسمي لجامعة الطائف، بأن إدارة الجامعة وجهت بتشكيل لجنة بهذه الحادثة المؤسفة التي لا تمثِّل أخلاقيات وسلوكيات من ينتسب إلى الجامعة.
أعلنت جامعة الطائف مؤخرًا، فصل كل هؤلاء الطالبات، وعددهن عشر، فصلًا نهائيًا، من الجامعة، وأنه لا يجوز إعادة الطالبات المفصولات من جامعة الطائف إلى أي جامعة أخرى في المملكة، بناءً على لوائح الوزارة، وإن تم دخولهن إلى جامعات أخرى فيتم إلغاء القيد مرة أخرى من تاريخ دخولهن للجامعة بأي منطقة أو محافظة بالمملكة، بسبب تجاوزهن للأخلاق العامة وعدم مبالاتهن للأسباب التأديبية.
هذا قرار الجامعة، وُبنيَ على حيثيات التشابك بالأيدي عند اللجنة، المكلفة بدراسة هذا الواقعة، واستجواب الطالبات المتورطات، وصادقت إدارة الجامعة على القرار وتم تنفيذه، وعلينا احترامه.
ولكن السؤال، هل هذا الفصل سوف يؤدب الطالبات، أم سوف يزيد من حقدهن على الجامعة وعلى المجتمع، وعلى أنفسهن، فالفصل يعني الفراغ، والفراغ يعني مصاحبة أهل الفساد، ويعني فتح الباب لمزيد من الانحراف السابق.
مثله مثل طرد الابن أو البنت من البيت عند التقصير، يكون البديل هو تربية الشوارع، ويكون المحضن الأول والملاذ الأخير لهم، هو عصابات الشوارع، ليزيدوهم شقاءً، لذلك أناشد اللجنة المكلفة بالتأديب، وكذلك إدارة الجامعة البحث عن التقويم التربوي البديل، من أعمال تطوعية، تؤدب ولكن لا تهلك.
# القيادة_نتائج_لا_تصريحات
أصعب الناس لأن نحبهم، ونفترب منهم، هم أحوج الناس لأن نحبهم، ونقترب منهم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/01/11