عيب.. ولو كان عاطلاً واحداً !!
طلال قشقري ..
في برنامج «الثامنة» حصلت مشادّة بين داوود الشريّان وبين رئيس هيئة المهندسين، واختلفا حول عدد المهندسين السعوديين العاطلين عن العمل!.
رئيس الهيئة، وعلى طريقة عادل إمام أصرّ إصراراً وألحّ إلحاحاً بأنّهم ١٧٠٠ مهندس، والشريّان شكّ بأنهم أكثر وطلب مداخلتي على الهواء، فأيّدتُ شكّه لغياب الإحصائيات الدقيقة، ولأنّ البعرة تدلّ على البعير، والأثر يدلّ على المسير، وآثار المهندسين السعوديين مقارنةً بآثار المهندسين الوافدين قطرة في بحر!.
لكن لنفرض أنّ العدد صحيح، وهو يمثّل ٥ ٪ من عدد المهندسين السعوديين الكُلِّي الذي يبلغ ٣٥ ألف مهندس، وهذا ليس بسيطاً، لأنّ قطاعنا الهندسي هو الأضخم في الشرق الأوسط، ويُفترض استيعابه لكلّ مهندسينا، لا سيّما أنّ عددهم الكُلِّي قليل أصلاً، ونحن بذلك نعاني مرّتيْن، من قلّة مهندسينا ومن بطالتهم!.
هذا يُنبئ عن إدارة سيئة للقطاع من وزارات العمل والخدمة المدنية والتجارة وهيئة المهندسين، ولو أخذنا فقط المكاتب الهندسية ومؤسّسات المقاولات، لا أقول الكبيرة بل الصغيرة، لأمكننا من خلالها حلّ مشكلة بطالة المهندسين، بتوطين وظائفها ولو بنسبة ابتدائية ١٠ ٪ تزداد تدريجياً مع الزمن، مع إقرار كادر مهني لائق بهم، فإن فعلنا ذلك لم يتعطّل مهندس سعودي واحد!.
هذه المكاتب والمؤسّسات مُتخمة بالمهندسين الوافدين الذين يُستقدَمُون برواتب منخفضة، وخبرة متدنّية، وربّما بشهادات مُزوّرة، وبعضهم يعمل مُستقلّاً بالتستّر، فيكتسبون المهارة الهندسية والأرباح المالية الكبيرة، بينما يقبع كثير من مهندسينا في بيوتهم بلا عمل، بلا روح، بلا طموح، ولا أقول هذا عنصريةً بل غيرةً على السعوديين!.
إنه عيب.. حتّى لو كان هناك مهندس سعودي واحد عاطل فقط، فما بالكم بـ ١٧٠٠ مهندس عاطل؟ ومن يدري؟ ربّما مضاعفات ذلك أضعافاً مُضاعفة!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/01/21