العلاج المعتاد: عفا الله عما سلف!!
سالم بن أحمد سحاب ..
وزارة الصحة عالم كبير معقَّد لا تكاد تُدرك أبعاده ولا يُحاط بأسراره. ولذا فإن إصلاح هذه المنظومة المتشابكة يبدو مهمة مستحيلة إلى حد كبير، ولا أحسب لسان الوزير إلاّ مردداً: (تجيبها منين وإلاّ منين!).
وهذه أدوية باهظة الثمن يتشوق إليها مرضى نقص المناعة المكتسبة (إيدز)، تُحفظ حتى تنتهي صلاحيتها ثم تُتلف أو تُرمى في الزبالة، ثم يُكشف فجأة أن هذا الذي حدث، بل إن هذا قد يتكرر في أكثر من مكان، مستشفى كان أو مستودعاً أو مركزاً.
عشرون مليون ريال من قيمة أدوية مهدرة في صحة جدة (المدينة 12 يناير). أما المحصلة فصمت وطي للقضية عبر لجنة وزارية أو أخرى رقابية، وليعود الكتّان كما كان، صفحات من الإهمال واللامبالاة والكسل والتراخي وتبادل التهم، وربما كان الختام تعهداً بارداً بألاّ يتكرر الذي حدث، وعفا الله عمّا سلف.
في مثل هذه القضايا يخسر الجميع: الوطن والوزارة وسمعة الوزارة وجيش الموظفين في الوزارة! أما أكبر الخاسرين فذلك المريض الذي ربما حُرم من علاج كان في أمسِّ الحاجة إليه، فاضطر لشرائه استدانة أو تبرعاً من محسنين.
وفي خبر آخر (المدينة 13 يناير) ذُكر أن قسم العناية المركزة في مستشفى خيبر العام مهجور منذ أكثر من عامين بالرغم من اكتمال التجهيزات الطبية والسريرية اللازمة، لكن دون وجود أطباء يعملون فيه. المشكلة ليست في عدم وجود وظائف، وإنما لأن المنطقة تخلو من مدارس يمكن أن تستقبل أبناء الأطباء وغيرهم من العاملين.
خوش تنسيق بين الأجهزة المعنية! لكن هذا هو السائد المعتاد: كل في وادٍ يعمل منفرداً. قد تُقام مدرسة في منطقة ما، وخدمة الكهرباء غائبة لا بد من انتظار توفرها عاماً أو اثنين أو ثلاثة! وتوفر الماء قضية أخرى، وربما كانت الطرق الموصلة إليها وعرة لا تسلكها إلا البغال والجمال.
يا حسرة على العباد المتضررين، ولا حل أمامهم إلاّ صبر الأولين والآخرين.
أعود إلى وزارة الصحة لأسأل كيف السبيل إلى تقليص هذه الأدواء التي تعاني منها، وعلى رأسها هذا الكم من التراخي وعدم الشعور بالجدية والمسؤولية؟
كيف السبيل وحسب؟
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/01/22