أطياب الشطي ..

تتكرر التجاوزات الكويتية على المستوى الدولي في حق «البدون» – البشر – الذين يعاملون بلا إنسانية، وقد أفنى الكثير منهم حياتهم وأجدادهم على أمل أن يحصلوا على حق المواطنة حقا إنسانيا أصيلا لصيقا بشخوصهم.. الكويتيون «البدون» في رحلة البحث عن الذات وحل أحجية قانون فقير الحلول، كثير الألغاز والمنافذ التعجيزية.. قد يسأل صغير: «ماذا تعني كلمة بدون؟» وتنفذ الإجابة «لا يملك أوراقاً ثبوتية»، ولكن تفسير معنى عدم امتلاك الأوراق الثبوتية ليس بتلك البساطة، بل إن لذلك أثراً على حياته بشكل لا إنساني ومجحف يجعله يعاني متلازمة الألم الذي لا يكف ولا يرحل.

فعندما يثبت القانون عدم فاعليته في حل أزمة «المقيمين بصورة غير قانونية» التي كانت مدعاة لتصنيف الكويت عالمياً ضمن الدول المنتهكة لاتفاقيات حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية وتعريضها للحرج أمام المجتمع الدولي بتدخل من «هيومان راتيس ووتش» ومحكمة العدل الدولية – جنيف يعني ذلك أننا أمام قانون لا يعي الإنسانية، يرى «البدون» على أنهم شيء أقل من الإنسان بذاته التي تستحق المشاركة وأن تكون جزءاً فعالاً ومهماً في المجتمع وتعيش بإنسانية!

في المقابل، يُفرض عليهم العمل من دون إجازات وضعٍ للنساء أو حتى إجازات راحة.. بل يعتبر محظوظاً من يتمكن من الحصول على وظيفة!.. أولئك الذين يعيشون حياة على هامش الحياة.

كم أن الموت هين أمام العيش نصف حياة ونصف وجود، إن الموت لا يؤلم كما تؤلم القدرية، وان الموت لا ينهش ولا يلجم ولا يطحن كما يفعل الإنسان في الإنسان.

جريدة القبس الكويتية