أين مسئولية مصارفنا؟!
عبدالله الجميلي ..
حَـقّـقَـت البنوك الـسعـودية الـ (12) أرباحاً صافية خلال العام الميلادي 2017م بلغت (41,3 بليون ريال، «11 بليون دولار»).
هذا ما نَـقـلته (صحيفة الحياة) الأسبوع الماضي، مُـضيفةً بأنّ المصارف إنما وصلت لتلك الأرباح رغم تراجع معدلات الأداء في الاقتصاديات العالمية؛ لأنها استثمرت قوة الاقتصاد السعودي، ومَـتانة مراكزها المالية، وحجم رؤوس أموالها، إضافة إلى إتباعها سياسات مالية محافظة لتَـجَـنُّـب المخاطر، كذلك إدارتها الجِـيّـدة للموارد المالية.
كل تلك العوامل بالتأكيد صحيحة، ولكن أعتقد لابد أن يضاف لتلك العوامل عامل آخَـر مهم جداً، وهو مكاسبها الكبيرة ذات الأرباح التراكمية من القروض الآمنة بالنسبة لها؛ التي يضمنها (استقطاعها من الرواتب)، وهي القروض التي يضطر لها طائفة من المواطنين!
وبالتالي فواجـب (بُـنُـوكـنا) أن تقدم الـجميل والوفاء للـوطن الذي يحتضن عملياتها، ويُـسَـهِـل إدارتها، ويحميها، وكذا للمواطن الذي ساهـم كثيراً فـي أرباحها مع ما يُـحِـيـط بها من ظروف وتحديات اقتصادية.
فمع التقدير للـعطاءات المحدودة لبعضها في برامج (المسئولية الاجتماعية)، نتمنى أن نرى منها على أرض الواقع تفعيلاً جاداً لتلك البرامج وتطويراً لها، ودعماً مالياً أكثر؛ فـلعـل (مَـصـارفـنَـا) تتعاضد تحت مظلة (مؤسسة النقد) في إقامة مشروعات استثمارية، وخَـيْـريّـة، ووقْـفِـيّــة في مجالات الرعاية الصحية، والتّعليم، وتدريب وتأهيل الشباب والشابات لـسـوق العمل، وكذا دعم الأسر المنتجة والمبادرات الصغيرة، ورعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، والمحافظة على البيئة، وغيرها في مختلف المناطق والمحافظات والمراكز، وأن تدعم وترعى الفعاليات الـتّـوعوية والثقافية.
أخيراً ما أرجــوه أن لايتم الخَـلط بين البرامج الدعائية والإعلانية، وبين برامج المسئولية الاجتماعية، التي يجب أيضاً أن لايُـفهم بأنها مجرد تبرع خيري، في حين أنها في الحقيقة برامج شراكة طويلة المدى، توضع بدقة، ويتم تطبيقها وفق خطط مدروسة!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/01/29