التفتوا يسارا من فضلكم
صالح الشيحي ..
نحن شعب كغيرنا من الشعوب.. لكن المؤلم -وقلت هذا مرارا- أن الصورة التي يراد لها أن تلتصق بنا وحدنا، موجودة في كل دول العالم.
الجزء الأشد ألماً في الصورة هو أنها من إنتاجنا نحن!
خذ لديك الصورة الموسمية التي تكررت قبل يومين.. طابور سيارات طويل باتجاه دولة الكويت.. وتعليقات ساخرة وتساؤلات وانتقاصات وإسقاطات غير منطقية ولا تنطلي سوى على السذج.. لا أعلم ما الغريب في الصورة!
الكويت بلد مشابه لنا.. بل على العكس المنطقة الشرقية في بلادنا تبرز السياحة في الكويت الغالية تماما، لكنها طبيعة البشر، يعشقون السفر والسياحة والتنقل من بلد إلى آخر، في أرض الله الواسعة.
أما عدد السياح المغادرين نحو الكويت أو حتى دبي، فالأمر يعود لعدد السكان، تعلمنا في الأول متوسط أن المقارنات والأحكام تخضع للنسبة والتناسب.. حينما يدخل السعودية خمسون ألف كويتي فقط، قد لا نعتبره رقما لافتا، لكن أهل الحساب يدركون ضخامته قياسا بعدد السكان الكويتيين.. هو تماما يعادل سفر مليون سعودي نحو الكويت!
ثم، وهذا لب المقال، لنفترض جدلا أن أرقام السفر للخارج مرتفعة، أين المشكلة؟ هذه حرية شخصية، من حق الإنسان المقتدر أن يسافر.. يكتشف العالم.
لقد قلت ذلك، وأكرره في كل مناسبة، حينما نتحدث عن السياحة يجب أن ندرك أننا لسنا وحدنا السياح في هذا العالم.. السياح في كل مكان.. ولم أسمع حتى اللحظة أن هناك دولة في العالم لا يرتادها أحد سوانا.. خذ لديك: على الرغم من المنع يوجد السعوديون في تايلند، لكنهم ليسوا وحدهم.. هناك الكويتيون في كل زوايا بانكوك.. في كوالالمبور لسنا الاستثناء الوحيد، هناك مختلف الجنسيات الأوروبية، وهناك الخليجيون. في مراكش المغربية، يخيل إليك أنها لا تزال ترزح تحت الاحتلال الفرنسي لكثرة السياح الفرنسيين.. إنهم يملؤون شوارعها بشكل مهول.. بل حتى شركات الفنادق الفرنسية توجد هناك وكأنها في باريس!
السياح من كل الجنسيات يجوبون العالم.. تجدهم في جبال اليمن، تجدهم في الأقصر، وشرم الشيخ، تجدهم في شواطئ أوروبا وآسيا.. من كل لون وجنس وجنسية!
الخلاصة: مثلما تراقبون وترصدون صالات ومنافذ المغادرين وتقومون بتصويرها وتهويلها، التفتوا يسارا نحو القادمين إلى بلادكم!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/01/30