عن الطاقة المتجددة!!
سالم بن أحمد سحاب ..
ذكرت الحياة (2 فبراير) أنَّ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنيَّة المهندس خالد الفالح، قد عقد مؤتمرًا صحفيًّا يوم 1 فبراير، أشار فيه إلى أنَّ المملكة ستدخل عصر الطاقة النظيفة المتجددة، بدءًا بطاقة الرياح والطاقة الشمسيَّة. وأضاف الوزير إنَّه قد تمَّ اختيار مدينة الجوف لإنتاج الطاقة الشمسيَّة، ومدينة مدين لإنتاج طاقة الرياح في المرحلة الأولى؛ لأنها تمتاز بجودة الرياح واستمرارها طوال العام، وأنَّ الاستثمارات الأوَّليَّة لهذه المرحلة ستبلغ 30 مليار ريال، أي 8 مليارات دولار.
وممَّا ذكره الوزير أيضًا تأسيس (مكتب تطوير مشروعات الطاقة المتجدِّدة) داخل الوزارة ليتولَّى مسؤوليَّة إدارة برامج الطاقة المتجدِّدة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وكالمعتاد أكَّد الوزير أنَّ كلَّ المشروعات ستتمُّ عبر شفافية عالية، وهو ما يدخل في باب الآمال والأماني التي يُؤمَّل أن تتحقق.
لي هنا تعليقان، أحسب أنَّهما حاضران في ذهن معالي الوزير؛ بحكم عمله واطِّلاعه وخبراته. أولاً: هناك كيان كبير اسمه (مدينة الملك عبدالله للطاقة الذريَّة والمتجددة)، أُنشيء بأمرٍ ملكيٍّ عام 2010، أيّ قبل 7 سنوات، وفيه كتيبة من الموظَّفين المتخصِّصين برئاسة وزير سابق وخبير متمرِّس، وله نائب متخصِّص برتبة وزير أيضًا. ومن مهام المدينة الإشراف على مشروعات الطاقة المتجدِّدة في المملكة، فماذا يعني إنشاء مكتب آخر بعيد عن المدينة، ومعني بأحد أهم وظائف المدينة؟.
هل يدخل ذلك في باب ترشيد النفقات التي تتبنَّاها رؤية 2030؟ أفيدونا طال عمركم خاصَّةً أنَّ المدينة كذلك مرتبطة بكم، وتقع ضمن صلاحياتكم واختصاصاتكم!
الأمر الآخر عن التكلفة التي ستبلغ 8 مليارات دولار لإنتاج 700 ميجاوات فقط! هنا وددتُ التذكير بأنَّ الولايات المتحدة الأمريكيَّة تنتج اليوم قرابة 77 ألف ميغاواط، تخدم 20 مليون منزل، وتُوفِّر 88 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وبتكلفة 130 مليار دولار عبر 10 سنوات، بمعنى أن إنتاج ألف ميغاواط أمريكي يُكلِّف حوالي 1700 مليون دولار، في حين أن إنتاج نفس كمية الطاقة لدينا سيُكلِّف 8 مليارات دولار، أي قرابة 5 أضعاف التكلفة في بلاد العم ترامب!
مرَّة أخرى أفيدونا طال عمركم وحَسُن ذكركم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/09