بكيت غصباً بكيت!!
إبراهيم علي نسيب ..
* تتعب حينما تتحدَّث عن مطار الملك عبدالعزيز ووضعه، الذي ينتظر بفارغ الصبر انتهاء مشروع المطار الجديد، والحقيقة كم هو مؤلم أن ترى المطار بتلك الهيئة، وترى الكل يتألَّم وهو يعمل، وبالأمس كنت قادمًا من باريس على الرحلة رقم 126، وكانت الصدمة التي قرأتها فوق وجوه العاملين الذين يريدون أن يعملوا بإتقان ولا يقدرون، نعم قرأتها والحزن كان يتحدَّث بالإنابة عنهم، والحديث هنا عن رجال الجمارك الذين يخدمون الوطن بحُبٍّ، ذلك لأنَّهم جميعًا في مهمَّة أمنيَّة دقيقة تمس الوطن، وهم -بعد الله- يحرسونه بعيونهم ويتعبون من أجله، لكن المشكلة التي تواجههم هي في مرافق المطار، وصالاته تلك البائسة، والتي تغرق في شبر ماء، وتزدحم بطريقة مقلقة بين ركاب رحلتين دوليَّة أو ثلاث، وقد عشتُ التجربة حينما اصطفت الطوابير، ووقف الناس مع أمتعتهم ينتظرون في طوابير، وكلهم يأمل في العبور للخارج..!!
* نعم كنت أرى العاملين يحاولون جاهدين أن يُخلِّصوا الناس من الزحام، وبالسرعة القصوى، لكن كان هو المستحيل، وهو الصعب الذي عشته مع الركاب، حاملاً حقيبتي تلك الصغيرة بين أكوام الحقائب الضخمة، ما علينا سوى أن ندعو لهؤلاء الرجال الذين يظلُّون يبذلُون كلَّ ما بوسعهم، والأمل في أن ينتهي مشروع المطار وبالسرعة القصوى ليس إلاَّ لنرى «جدة» -المدينة التي نُحب- تستقبل القادمين بوجهٍ حسنٍ..!!
* (خاتمة الهمزة).. مَن أراد أن يتعرَّف على حجم الفجيعة، عليه فقط زيارة مطار الملك عبدالعزيز بجدَّة، ليرى كم هو مؤلم أن تعود للوطن، وترى كلَّ ما تودُّ ألاَّ تراه من مناظر مقزِّزة ومؤسفة حدَّ الحزن، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/09