الصين: هل تتجه الأبصار نحوها؟!
سالم بن أحمد سحاب ..
في العام الماضي فقط، زاد عدد سكان الصين قرابة 18 مليون نسمة (مولود). ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان الصين مع نهاية 2020م إلى 1420 مليون نسمة بفضل سياسة السماح بإنجاب طفلين (بعد الاقتصار على طفل واحد لعدة عقود مضت). وأما عدد سكان جيرانها في الهند فلا يقلون عن هذا العدد كثيراً.
أعداد هائلة لا تكاد تُصدق! كيف تُدار دول بهذا الحجم المهول!! من الطريف أن البعض يكاد يجزم بأن يأجوج ومأجوج هما سكان الصين والهند، والله تعالى أعلم، إذ الغالب أن هؤلاء محبوسون خلف السد الذي أقامه ذو القرنين، حتى إذا تهاوى كان شرّه على العرب هائلاً وكبيراً طبقاً للحديث النبوي الشريف.
وفي الصين وحدها أكثر من 730 مليون مستخدم للإنترنت، أي تقريباً ضعف عدد بني يعرب جميعا، كما يساوي سكان القارة الأوروبية بأسرها! وفي العام الماضي فقط زاد عدد المستخدمين للإنترنت 43 مليوناً، أي بما يزيد عن ضعف مجموع المواطنين السعوديين.
والولايات المتحدة الأمريكية بكل ضخامتها لا يزيد عدد سكانها عن ربع عدد سكان الصين، ومع ذلك فهي تتقدم اقتصادياً حتى اليوم، لكنها دولة مثقلة بالديون الخارجية حتى الإرهاق والضنك، إذ تقارب ديونها ما نسبته 9% من ديون دول هذا الكوكب.
ومن هنا فالمتوقع أن تتسارع خطى الصين نحو احتلال المركز الأول في سلم اقتصاديات العالم، مع استمرارها قوة عسكرية ضخمة متطورة تملك كل أنواع الأسلحة التقليدية منها والنووية والتقنية، وهي تملك أكبر جيش في العالم مُدرَّب تدريباً عالياً.
عليه ربما اقتضت الحكمة أن تُصوِّب الدول الحاذقة وجهها اقتصادياً نحو الصين لتستثمر فيها أموالها الفائضة، فالسوق كبير والرهان لن يخسر. وعسكرياً يمكن تأمين كثير من الاحتياجات العسكرية منها بأثمان متواضعة مقارنة بالأثمان الأمريكية الباهظة، ناهيك عن شروطها المجحفة المنحازة دائماً لأمن إسرائيل الباغية المحتلة الظالمة.
إن من الذكاء والحكمة استشراف المستقبل والتخطيط له، والأخذ بزمام المبادرة وترسيخ مواطئ الأقدام حيث الفرصة السانحة والأمل الواعد والنجاح المتوقع.
ربما كان في ذلك قدر من المخاطرة، ولكنها مخاطرة مستحقة بالتأكيد!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/10