خمس سمات لنهضة المجتمعات
أحمد عبدالرحمن العرفج ..
يَتسَاءل خَلقٌ كَثير عَن الأُمَم، وكَيف تَتقَدَّم فِي ميدَان العَمل والإدَارَة، وتُحرز النَّجَاح، وتَصل إلَى القِمَم والحَضَارة، والإنتَاج والإبدَاع؟، وهَذه الأَسئِلَة طَرحهَا فَلَاسِفَة كُثر، عَرباً وعَجماً، ولَكن طَالَمَا نَحنُ فِي عَصر «السَّعودَة»، دَعونا نُسعود الإجَابَة عَن هَذه الأَسئِلَة، وأَعنِي بذَلك أَنْ نُعطي الإجَابَة؛ مِن خِلال فَيلَسوف ومُفكِّر سعُودي كَبير اسمه «أبوعبدالرحمن البليهي»، حَيثُ يَرَى أَنَّ هُنَاك سِمَاتٍ وصِفَات، إذَا تَحقَّقت فِي أَي مُجتَمع، فإنَّه سيَصل إلَى التَّفوُّق والازدهَار، والرَّخَاء والتَّمكين..!
أوّل هَذه السِّمَات، تَقدير العَمَل اليَدوي، والاحتِفَاء بالمَهَارَات العَمليَّة، وأَنْ يَكون التَّفاضُل بَين النَّاس؛ بمقدَار التَّفوُّق العَملي النَّافِع، والنُّضج العَاطِفِي والعَقلِي..!
وثَاني هَذه السِّمَات، الرَّغبَة المُتجدِّدة فِي اكتسَاب المَهَارَات، وتَركيز كُلّ فَردٍ عَلى المَهام المُوكَلَة إليهِ، وعَدَم انشغَال الأفرَاد فِي تَحقير أعمَال الآخَرين..!
وثَالِث هَذه السِّمَات، الاستعدَادُ التَّام والدَّائِم لتَصحيح الخَطَأ، والرَّغبَة المُلحّة فِي البَحث عَن المَزيد مِن الإتقَان والتَّجويد، وحُسن الأدَاء..!
ورَابِع هَذه السِّمَات، الشَّغَف فِي المَعرفَة والتَّعطُّش إليهَا، والتَّطلُّع الدَّائِم إلَى مَعرفة المَزيد، واعتبَار القُدرَات العَقليَّة مَواد خَام رَاكِدَة، لَا تَنفعل إلَّا بالتَّفتُّح المُستَمر، والاكتِشَاف المُتجدِّد..!
وخَامِس هَذه السِّمَات وآخرهَا، أَنْ لَا يُقَاس الإنسَان بمَظهرهِ، وإنَّما يَنال مَكانته -فِي المُجتمع- بحَسب قُدرته العَقليَّة، ومَهَارَاته العَمليَّة، وأَنَّ الشَّهَادَات لَيست شَاهِداً حَضاريًّا، وإنَّما هي مُفتَاح لبدَاية طَريق اكتسَاب المَهَارَات العَمليَّة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: كُلُّ مَا مَضَى مِن السِّمَات لَا يَكفي، بَل عَلَى المُجتَمعات النَّاجِحَة أَنْ تُجيد القُدرَة عَلى الإصغَاء، وإجَادة فَنّ الاستمَاع، حَتَّى يَتقبَّل النَّاس الأفكَار الجَديدَة، التي تُفتِّح عقُولهم، وتُسَاعدهم عَلى تَصحيح الأخطَاء..!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/14