تنصل !
أحمد سعيد درباس ..
«ليس كل سكوت علامة رضا».
اكتظت صحف الأسبوع الفارط ومنصات التواصل الاجتماعي بجملة من الأخبار اللافتة والتي ينطوي بعض منها على ضرب من ضروب الإثارة ، إلا أنه عندما نعيد البصر كرَّتين في المحتوى ونقرأ ما بين السطور،لا مندوحة من تقطيب الحاجبين دهشة وتعجباً .
وزارة التعليم حظيت بالنصيب الأوفر من الأخبار وضِعف ذلك من التعليقات التي لم تكن إيجابية قط ، والبداية كانت إعلان الوزارة في مؤتمر عقد في الرياض للتوقيع بالأحرف الأولى على برنامج التأمين الذي وُعِد به المعلمون وعقدوا عليه الآمال الجسام في تخفيف الضغوط التي يتعرضون لها ، والنأي بهم عن وعثاء البحث عن العلاج والرعاية الطبية اللائقة عند الحاجة ، إلا أن ما أسفر عنه المؤتمر بيّن أن الوزارة العتيدة انحصر دورها في التسويق والترويج للبرنامج التأميني المتهافت في بنيته القانونية ،إذ تبين للمتخصصين من القانونيين أن عقد التأمين الاختياري الذي جرى تسويقه والترويج له بالإعلان عنه لربما يندرج في خانة العقود الإذعانية التي عادة ما تكثر فيها الاستثناءات والإعفاءات بل وعدم تحمل المسؤولية القانونية المحدقة بالمعلمين ،اذ إن توقيعهم على هكذا عقد اختياري هو بمثابة إقرار بعدم تحمل الوزارة أي مسؤولية ، بالمختصر المفيد الوزارة نأت بنفسها أو هي تنصَّلت من المسؤولية في أن تكون طرفاً في العقد ، وقد كان المعلمون يأملون في أن تكون الوزارة راعية للبرنامج التأميني وداعمة له قانونياً ومالياً لكي لا يتحمل المعلمون عبء هذه المسؤولية لوحدهم لا بل كانوا يأملون أن تتحمل الوزارة على الأقل 50 % من تكلفة التأمين إلا أنه يبدو أن الوزارة تركت الجَمل بما حمل للمعلمين وشركة التأمين ، حتى دون إشراف قانوني من الوزارة لضمان سلامة تنفيذ هذا العقد الاختياري الذي حذر منه المستشار القانوني الأستاذ أحمد المحيميد وما قد يتمخض عنه من مشكلات في المستقبل .
وهناك حفنة من الأسئلة ينبغي على الوزارة الإجابة عليها من مثل :لماذا تم استثناء المعلمين المتقاعدين من هذا البرنامج التأميني وهم أحوج ما يكونون إليه في خريف العمر ؟ ولماذا تم استبعاد الأم والاب من هذا البرنامج أيضاً ؟ نتمنى من الوزارة أن يكون لها دور فعلي لا اسمي في بسط الملاءة التأمينية على جميع منسوبيها في التعليم العام والتقني والعالي وأن تتحمل الوزارة تكلفة البرنامج كاملة لكي يتوافق مع النظام الأساسي للحكم الذي يكفل الرعاية الطبية للجميع على قدم المساواة .. والله نسأل التوفيق.
*ضوء: ( عَلىقَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ , وَتأتيعلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ ).
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/27