«طق المطر» فغرقت مواقع التواصل الاجتماعي
علي سبكار ..
أمضينا ليلة الخميس - الجمعة «عندما هطلت الأمطار» على البحرين، مشدودين لشاشات هواتفنا الذكية نتابع عن كثب مواقع الإعلام الاجتماعي و «الوتساب» حالة الأمطار الغزيرة التي تتساقط على البحرين والمنطقة وأغرقت الكثير من الشوارع والساحات والبيوت وتسببت بأضرار مختلفة.
حتى أنه ظهر هاشتاغ البحرين_تغرق ، ومن خلاله كان متاحاً الوصول لأكثر الجمل والصور ومقاطع الفيديو تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي عن حالتنا مع الأمطار.
وما يثير الانتباه هو موقف الناس عامة من الأمطار، وكمية التندر والنكات والتهكمات والـ «غشمرة» التي طفت على سطح مواقع الإعلام الاجتماعي إزاء هطول الأمطار، وهو ما خفف من حالة القلق العامة لدى الناس، لكني أحذر من طغيان «الغشمرة» على الجدية في مثل هذه الأحوال، وخاصة أن الأمر يتعلق بسلامتنا الشخصية وسلامة ممتلكاتنا، وكذلك الممتلكات العامة.
إن لمواقع التواصل الاجتماعي دور فعال ومحوري في نقل الخبر، حتى باتت تعتبر المصدر الأول للأخبار والمعرفة، وهنا يجب توظيف شبكات الإعلام الاجتماعي بالطريقة الصحيحة عند حدوث الكوارث أو الأزمات، كما أن السرعة والمصداقية في نقل الخبر عبر تلك الشبكات مطلوب إلى أبعد حد.
وقد شاهدنا كيفية تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأزمات والكوارث الإنسانية والطبيعية والسياسية المختلفة في العالم، في الأعاصير وحوادث تحطم الطائرات والعمليات الإرهابية حول العالم وغيرها، وكيفية توظيفها بفاعلية في تجاوز تلك الأزمات ومنع تفاقمها، أو في أحيان أخرى تضخيمها وتوسيع رقعة انتشارها.
عند كل كارثة أو أزمة، يجب أن يتشكل فريق لإدراتها، يسمى عادة فريق إدارة الأزمة، هذا الفريق يجب أن يضع بسرعة إستراتيجية للتعامل مع الرأي العام، أهم قنواتها هي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تمثل القلب النابض لـ «فريق إدارة الأزمات» ومن أهم أدواته المؤثرة، ويحتاج إلى تخطيط ومتابعة حثيثة لتطورات الأزمة وتداعياتها المختلفة، ومتابعة استفسارات وتعليقات ومطالب الجمهور دون إهمال، حيث تقتضي بعض الاستفسارات رداً سريعاً قد لا يحتمل التأجيل أحياناً.
وقد شاهدنا في البحرين كيف أصدر الدفاع المدني عبر تويتر العديد من التعليمات للتعامل مع الأمطار الغزيرة، وكيف تناقلت شبكات الإعلام الاجتماعي هذه التعليمات، وأعتقد أن إتباعها كان فعالاً في الحد من الأضرار.
فبعيداً عن وسائل الإعلام التقليدية، تمتاز مواقع الإعلام الاجتماعي بصفات خاصة تؤهلها لتشتغل مكان الصدارة في الأزمات، من بينها الفورية والتزامن في نشر و تبادل المعلومات والتعليمات، وإتاحة خاصية البث المباشر التي من شأنها تنبيه الجهات المختصة لسرعة التحرك واتخاذ إجراءات الأمان والسلامة، والقدرة على الوصول إلى الجماهير الواسعة متجاوزة كل الحدود، وتعزيز التفاعلية والاتصال الثنائي باتجاهين، والقدرة على رصد الإشاعات ووضع الخطط الكفيلة بمواجهتها ومحاصرتها، واستخدام الوسوم (الهاشتاغ) بما يسهل عملية تجميع أكبر قدر من المعلومات المتوافرة حول الموضوع في مكان واحد.
كما تتضمن وسائل الإعلام الاجتماعي خاصة متميزة في الأزمات، هي الرد على الاستفسارات وتلبية نداءات الاستغاثة الإنسانية لطمأنة المواطنين، ووفقاً لاستطلاع رأي كانت قد أعدته منظمة الصليب الأحمر الأميركي، بمشاركة عدة مؤسسات فقد خلصت إلى نتائج تؤكد أهمية الدور الذي تؤديه شبكات التواصل الاجتماعي في الاستجابة لحالات الطوارئ، حيث أظهر الاستطلاع أن نحو نصف المشاركين استخدموا تلك الشبكات في حالات وقوع كوارث من أجل التواصل مع أقربائهم وأصدقائهم والاطمئنان على أحوالهم وتوفير قنوات اتصال لهم مع الجهات المسئولة.
وفي بحث آخر أعده مجموعة باحثين أوربيين حول مدى الثقة في «فيسبوك» والاعتماد عليه خلال الأزمات؛ أظهر ارتفاع معدلات ثقة الجمهور الأوروبي بـ «الفيسبوك» خلال الأزمات والاعتماد عليه بصورة كبيرة في إجراء عمليات الاتصال والتواصل والتبادل المعلوماتي وغير ذلك.
نحن مدعوون لاستثمار ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي من مميزات وإمكانيات خلال الأزمات، وذلك عبر وضع إستراتيجية واضحة، تتضمن بشكل أساسي تعريف الجمهور بمواقع الإعلام الاجتماعي التي ستستخدمها، وإعداد المحتوى من إرشادات وغرافيكس وغيرها، وغير ذلك من الأمور الفنية التي تعزز من كفاءة استخدامنا لمواقع الإعلام الاجتماعي.
صحيفة الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2017/03/04