حرب التسريبات
عبدالرحمن سعد العرابي ..
* اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس السابق باراك أوباما بأنه: «تنصَّت على هواتفه وأنه سيىء بعمله ذلك وهو ما يشبه فضيحة نيكسون في ووترجيت» إنما يأتي كرد فعل لما تواجهه إدارته من قِبل خصومه الديموقراطيين ومعظم وسائل الإعلام الأمريكية. فمنذ أن وصل ترامب إلى كرسي البيت الأبيض والعلاقة بينه وإدارته مع خصومه الديموقراطيين ومع الإعلاميين والفنانين ومؤسسة هوليوود الفنية ليست على ما يرام بل إنها عدائية في كثير من حالاتها.
التسريبات التي وصلت إلى وسائل الإعلام والتي نشرتها صحف أمريكية كبرى أحدثت ضجة بين أركان إدارة ترامب رغم عدم مرور أكثر من ستة أسابيع على توليه الحكم ،وهو ما يشي بأن ذلك ليس محض صدفة بل ضمن إطار ما يمكن تسميته تصفية حسابات أو كسر أعناق. فالإعلاميون وفنانو هوليوود لم يتركوا فرصة إلا واستثمروها لبيان عدم كفاءة إدارة ترامب على إدارة شؤون أعظم دولة في العالم. والديموقراطيون ومع كل حالة تسريب لم يتركوا هم أيضاً الفرصة للنيل من كفاءة الإدارة الجديدة ،فهذه زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأمريكي، أحد مجلسي الكونجرس، نانسي بيلوسي تقول صراحة عن المدعي العام (وزير العدل) جيف سيشنز: «بعد الكذب تحت القَسم أمام الكونجرس حول رسائله الخاصة مع الروس ،عليه أن يستقيل وهو لذلك ليس مؤهلاً لأن يعمل كأرفع مسؤول تنفيذ القانون في بلادنا».
المدعي العام شيشنز يواجه حملة شرسة من النواب والساسة الديموقراطيين لأنه وأمام جلسة الكونجرس وأثناء سؤالهم له عن أية اتصالات مع مسؤولين روس نفى ذلك ،واتضح مما نشرته صحيفة الواشنطن بوست أنه أجرى اتصالات عدة مع مسؤولين روس بما فيهم السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك. وكان مايكل فلين مستشار ترامب للأمن القومي قد اضطر إلى تقديم استقالته بعد ثبوت لقائه بالسفير الروسي في واشنطن أثناء حملة الانتخابات الرئاسية والتي نشرتها الصحف من قبل وأظهرت عدم صدقه في أقواله أمام لجنة الكونجرس للموافقة على ترشيحه لمنصبه.
ولم تقتصر التسريبات على اثنين من كبار إدارة ترامب، فلين وسيشنز بل إن صحيفة «اليو إس توداي» تقول «بأن مسؤولين آخرين في حملة ترامب أجروا اتصالاتهم مع كيسلياك أثناء حملة الانتخابات» ،كما أن صحيفة «إنديانا بولس ستار» تقول إن نائب ترامب مايك بنس استخدم وصلة خاصة للبريد الإليكتروني لإدارة مسائل حساسة وقضايا تتعلق بالأمن القومي عندما كان حاكماً لولاية إنديانا وهو ما قد يعرِّضه للمساءلة القانونية وربما إلى الاستقالة.
هذه الأحداث على الرغم من كونها شأناً داخلياً وصراعاً بين مراكز القوى داخل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها وبرأي كثير من المحللين السياسيين ستنعكس على أداء إدارة الرئيس ترامب مما قد يجعلها «بطة عرجاء» ،وبالتالي ستؤثر في صورة أمريكا داخلياً وخارجياً ،إن لم تبادر الإدارة إلى تضميد جراحها واحتواء خصومها واستمالة وسائل الإعلام والنخبة.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/08