آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فهد عريشي
عن الكاتب :
كاتب سعودي، مهتم بالشأن الاجتماعي

رؤية جديدة لمفهوم المطار الدولي


فهد عريشي ..

لم نستطع أن نستحدث في مطاراتنا حتى الآن أكثر من منصات إصدار بطاقات صعود الطائرة، والأمن والجوزات والجمارك

عند عودتي من مقر البعثة خلال إجازة رأس السنة الصينية، مررت بالمطار الدولي لإحدى الدول الخليجية الشقيقة التي أعلنت شركة طيرانها تحقيق أرباح تفوق الـ3 مليار دولار.

العجيب في الأمر، أن هذه الأرباح لم تجنها فقط من أرباح مبيعات التذاكر لطيرانها المتفوق، والذي يتهافت عليه المسافرون من كل دول العالم، بل لأنها صنعت من مطارها الدولي محطة سياحية فارهة، تربط الشرق بالغرب وإفريقيا بآسيا، ونجحت خلال عام 2016 في استقطاب 38 مليون مسافر، رفعوا من خلال مشترياتهم وخدماتها الأرضية وأسواقها الحرة في المطار أرباحها السنوية.

مطارها الدولي، رغم أنه حديث جدا ولم يتم افتتاحه إلا عام 2014، إلا أنه نجح في أن يصبح انموذجا للمطارات الدولية، خاصة في الخدمات الأرضية التي رأيت فيها خلال انتظاري رحلتي التالية، عربات الجولف تقوم بنقل ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، إلى أي مكان يحتاجونه في المطار، رأيت أيضا موظفين يقدمون عربات ذوي الاحتياجات الخاصة مجانا، بل ويدفعونهم بها إلى الأماكن التي يريدونها، ويساعدونهم على التنقل داخل أسواقها ومطاعمها.

مرّ بي رجل يحمل بطاقة عمل كتب عليها «أخصائي حريق»، وعندما سألته عن مهامه الوظيفية، أجابني، بأنه يقوم بصلاحية كاملة للوقاية من حدوث أي حريق في المطار، ويتابع أي شيء قد يتسبب في حريق -لا قدر الله- مثل شخص يدخن في الأماكن غير المخصصة للتدخين، ويمنع استخدام النقاط الكهربائية بمقدار يفوق قدرتها من قِبل مرتادي المطار من المسافرين أو الموظفين، وأثناء تجولي في المطار في طريقي إلى بوابة الطائرة، مرّ بي طبيب طوارئ يقود دراجة هوائية يحمل عليها حقيبة إسعافات أولية وجهاز عمليات، لاستقبال بلاغ عن أي حالة طارئة في المطار، يتبعه ممرض يقود دراجة هوائية أخرى أيضا.

لا أستطيع أن أصف كل ما رأيته في ذلك المطار من خدمات تقدمها للمسافرين، خرجت من ذلك المطار برؤية جديدة لمفهوم المطار الدولي الذي أتمنى أن أراه يوما على خارطة وطني، خاصة أننا نتميز بموقع جغرافي إستراتيجي لا يقل أهمية عن أي موقع آخر في العالم، ونتميز عنهم بوجود الحرمين الشريفين اللذين يقصدهما الحجاج والمعتمرون من كل أرجاء العالم، ولكننا نستقبلهم في مطارات لا ترقى إلى مكانة السعودية الاقتصادية على خارطة العالم، ولا ترقى إلى طموحات قيادة وشعب السعودية، ولذلك يجب على الجهات المسؤولة عن المطارات وصناعة السياحة، أن تعزز مفهوم سياحة المطارات في خططها الإستراتيجية القصيرة.

المطارات الدولية والإقليمية التي نرتادها الآن في الداخل السعودي، ما زالت تدار بالطريقة نفسها التي نتبعها منذ تأسيسها، ولم نستطع أن نستحدث في مطاراتنا حتى الآن أكثر من منصات إصدار بطاقات صعود الطائرة، والأمن والجوزات والجمارك، وعندما أردنا أن نطورها قليلا حشرنا في ممراتها مطاعم ومقاه وأسواقا تقليدية، تقدم الخدمات بأغلى الأسعار وأقل المستويات، ولا يوجد لدى مرتاديها أي رغبة في البقاء أطول من فترة انتظار إقلاع طائراتهم، يمرون بها على عجل لافتقارها إلى معالم المطارات الجاذبة للمسافرين، وإحصائيات المسافرين مقارنة بمطارات لدول مجاورة، تثبت أن عبورنا مطاراتنا الدولية مجبرون عليه لا مخيرون فيه.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/03/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد