في فلسطين قتل وهلع وصمود
عائض الردادي ..
ظل العرب منذ احتلال الصهاينة لأرض الإسراء والمعراج وهم يكررون أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى إلى أن نجح الأعداء في تمزيق الصف العربي من الداخل بالاتفاقيات والهرولات والتنسيق الأمني، ما هو معلن منه وما هو خفي، حتى وصل قطار الفرقة إلى الحروب الطائفية بينهم التي يأمل مخططوها أن تصل إلى تجزئة بعض الدول العربية ليبقى المحتل هو المسيطر أمنيًا.
كان يوجد دفاع عربي مشترك ولم يعد يُذكر، وكان يوجد قرار عربي بالإجماع في جامعة الدول العربية التي لم تعد تُذكر الآن، وكانت الأنشودة «بلاد العرب أوطاني» وصار كل قُطر يغني على قطريته، وكانت الجيوش العربية جيشًا واحدًا تجاه المحتل ولم يعد أي منها يواجه المحتل، وكان العرب كلهم لا يعترفون بالاحتلال فوُجد من اعترف، ومن هرول، ومن ينتظر، وانقلب الوضع من الطلب المتكرر من المحتل بالاعتراف به إلى الطلب المتكرر من بعض الفلسطينيين إلى الاعتراف بجزء من حقهم المسلوب.
أصبحت إسرائيل تعربد كما تشاء، ففي يوم الأحد الماضي اعتقلت (10) فلسطينيين وكشفت صحيفة «هآرتس» عن أن أحد أعضاء الكنيست اليهودي علّق على رشق أحد الفلسطينيين لسيارة «جيب» لأحد الجنود في بلدة النبي صالح بأنه ينبغي إطلاق الرصاص عليه بدلاً من اعتقاله، وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال قتلت المدوّن الفلسطيني باسل الأعرج (33 عاماً) في قرية الولجة غرب بيت لحم، ونشرت وكالة فرانس أن إسرائيل قتلت 254 فلسطينيًا من أكتوبر الماضي، وفي يوم الأربعاء الماضي اعتقل الاحتلال 16 فلسطينيًا في الضفة الغربية في عمليات دهم وتفتيش للمنازل بالإضافة إلى (9) آخرين بزعم انتمائهم لخلية تجارة أسلحة عبر الإنترنت، ويوم الخميس اعتقلت (10) شبان، بينهم أسرى محررون والنائبة الفلسطينية سميرة الحلايقة في اقتحام لمنازل في الضفة الغربية، ونفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ما أورده موقع القناة العبرية السابعة مساء الأربعاء من أنه قرر تجميد قرارات كان أصدرها لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، وقالت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها يوم الخميس: إن إسرائيل ضمت الضفة الغربية عمليًا منذ (50) عاماً، وأن الضم سيستغرق (50) عامًا ليصبح نظريًا وعمليًا في آن واحد.
ومع كل ذلك، وما سبقه، وما سيلحقه فإن إسرائيل ترتعد فرائصها هلعًا من انتفاضة أعظم شعب قاوم الاحتلال وصمد منذ (70) عامًا وهو أعزل من السلاح، محاصر من البعيد والقريب، لأن إيمانه بحقه في الوطن والحياة، وبحقه في مقدساته هو الملهم له في هذا الصمود، وسيأتي النصر إذا ظل الحق يملأ النفوس ويورِّث الأجيال مفاتيح البيوت وبذور الزيتون.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/13