تعزيز الفضيلة بتفعيل العقوبات البديلة
أحمد عبدالرحمن العرفج ..
نُشِرَ فِي صَحيفة الحيَاة؛ بتَاريخ 25/11/2016 الخَبَر التَّالي: (لَا يَزَال تَطبيق لَائحة العقُوبَات البَديلَة يُراوح مَكَانه، عَلى رَغم رَفع وزَارة العَدل مَشروع نظَام العقُوبَات البَديلة؛ قَبل أَربَعة أَعوَام، وصدُور مُوَافقة مَجلس الشّورى عَلى تَوصيَة؛ قَدَّمها العُضوَان «عبدالله السعدون، وهدى الحليسي»، طَالَبَا فِيهَا وزَارة العَدْل بسُرعة إقرَار مَشروعهَا)..!
بَعد هَذا الخَبَر أَسأَل ويَسأَل غَيري كَثير: لِمَاذا لَا نُسَارع بتَطبيق مِثل هَذه المُبَادرة؛ التي لَها مَردود كَبير عَلى الصّعيد الاقتصَادي والاجتمَاعي، خَاصَّة وأَنَّ لَهَا مَا يُؤيِّدها فِي السُّنَّة المُطهَّرَة؟، حَيثُ قَال «عبدالله بن عبَّاس»: (كَان نَاس مِن الأسارَى يَوم بَدر؛ لَيس لَهم فدَاء، فجَعَل رَسول الله -صلَّى الله عَليه وسَلَّم- فدَاءهم أَنْ يُعلِّموا أَولَاد الأنصَار الكِتَابَة؛ وبذَلك شَرع الأَسرَى يُعلِّمون غُلمَان المَدينَة القِرَاءة والكِتَابَة، وكُلُّ مَن يُعلِّم عَشرة مِن الغُلمَان يَفدي نَفسه)..!
أكثَر مِن ذَلك، كَان هُنَاك قَاضٍ فِي مَنطقة المُويه قُرب الطَّائف، مِن الفَاعلين والمُطبِّقين للعقُوبَات البَديلَة، ولَكنّه اختفَى فَجأة.. وحِين زُرتُ البُرتغَال؛ لَاحظَتُ أَنَّ حجَارة الأَرض قَد صُفّت بطَريقة فَنيَّة، فسَألتُ المُرشد الذي كَان مَعنَا: مَن الذي يُقطِّع هَذه الحجَارَة؟، فقَال: إنَّهم المَسَاجين الذين يَقضون مَحكوميَّاتهم فِي المَصَانع، وبذَلك يَتعلَّم حِرفَة، ويَتلقَّى رَاتِباً مِن عَمله فِي المَصنع، ويُقدِّم خِدمَة اجتمَاعيَّة مُهمَّة..!
وقَبل هَذا كُلَّه، غَفر الله لوَالدتي «لولوة العجلان»، لأنَّني كُنتُ شَقياً فِي طفُولتي، وحِين أَفعَل أَي خَطَأ، لَم تَكُن تَضربني أَو تَشتمني، بَل كَانت تُعَاقبني بتَنظيف بَعض الغُرَف، أَو غَسْل الحوش، أَو تَنظيف الأوَاني بَعد الأَكل..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّنا فِي أَمسِّ الحَاجَة إلَى تَطبيق العقُوبَات البَديلَة، لأنَّها تُبعد الإنسَان -صَاحِب المُخَالَفَات البَسيطَة- عَن مُخَالطة أَربَاب السَّوَابق، مِن أَهل الجَرَائِم الكَبيرَة، كَمَا أنَّها تُسَاهم فِي إصلَاح المُخطئ، وإعَادة ثِقته بنَفسه، وتَأهيله ومَنحه فُرصَة أُخرَى، كـ»عضو فَاعِل» فِي المُجتَمَع..!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/21