سرطان الخضروات
طلال القشقري ..
صدّقوا أو لا تصدّقوا، إذ حسب جريدة المدينة (٢٣ جمادى الآخرة) ضبطت أمانة مكّة المكرّمة ٢٠ طنّاً من الخضروات المسقيّة بمياه الصرف الصحّي غير المُعالَجة، ويبيعها بعضُ الوافدين للناس الغافلين!.
بالمناسبة، أنا لديّ تحفّظ على تسمية المجاري بمياه الصرف الصحّي، فهي في الحقيقة ليست مياهاً، بل خليطاً من السوائل والأشياء الصلبة والمُقزّزة، وهي ليست مصروفة عن بيوتنا بمشروعات معالجة حضارية في معظم مدننا، وهي ليست صحّية البتّة، فلماذا نُسمّيها هكذا؟.
أنا أطالب كما طالب عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين ـ يعني بإلحاح وإصرار ـ بإعادة تسميتها السابقة، أي (المجاري)، فلسنا أحسن من العالم الذي يُسمّيها بالمجاري، التي هي التسمية الأدق والكافية والوافية، كما ليست لدينا خصوصية تُعطينا الحقّ لمخالفة بقية العالم!.
وما لم تُحلّ هذه المشكلة التي تتكرّر كثيراً، وما لم تردع الجهات المعنية كلّ من لا يتقي الله من هؤلاء المزارعين الوافدين ومن يُؤجّرهم الأراضي والمزارع من المواطنين، ممّن تجرّدوا من الحياء والضمير الإنساني، فإنّ الخضروات التي هي نعمة من الله ستصبح نقمة، ومصدر ضرر وإتلاف للصحة، فضلاً عن تندّر وتفكّه القاصي والداني بنا، إذ سنأكل الخس والجرجير والبقدونس وباقي الورقيات الخضراء بالديدان الخيطية، وبدلاً من أكلنا لسلطة الطماطم والخيار والجزر بالتوابل اللذيذة سنأكلها بجرثومة المعدة الفتّاكة، أمّا الشاي، مشروب السعوديين المُفضّل، فسيتحوّل نعناعُه وحبقُه ودُوشه من مُهدِّئات طبيعية لا ضرر منها لمُنغّصات مرضية فورية ولا أسوأ!.
وكلّ هذا في كُوم، وما اشتملت عليه تقارير طبية عالمية موثوقة في كُومٍ آخر، عن وجود علاقة أكيدة بين ريّ المزروعات بالمجاري غير المعالجة لدرجة معينة وبين الفشل الكلوي وسرطان الكبد!.
ويا أمان عُشّاق الخضروات!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/25