هل ستنجح الخصخصة؟
حمدان الحمدان ..
العنوانُ سؤالٌ هامٌّ يدورُ في أذهانِ ونقاشاتِ كلِّ المنتمين للوسطِ الرياضيِّ السعوديِّ حاليًّا، سؤالٌ عريضٌ وصعبٌ وبلا معالم، والإجابةُ عنه أصعبُ وأكبرُ من احتوائها في كلماتِ مقالٍ واحدٍ.
كمقدمةٍ.. الخصخصةُ تحويلُ نادٍ رياضيٍّ إلى شركةٍ مساهمةٍ تعملُ في التجارةِ الرياضيَّةِ، وبالتالي سيكون نشاطُ الشركةِ هو الاستثمار في المجالِ الرياضيِّ، سواء من خلالِ بيعِ وشراءِ اللاعبين، أو تسويقِ وبيعِ المنتجاتِ الرياضيَّةِ، أو استثمارِ مقرِّ النَّادي بأيِّ شكلٍ، أو الدِّعايةِ والإعلانِ، أو حقوقِ البثِّ التلفزيونيِّ، أو دخل المباريات.
وكمبدأ ماليٍّ لابدَّ أن يكونَ دخلُ النادي أو الشركة، أعلى من تكاليفهِ؛ حتَّى تحققَ أرباحًا، فهل ستحققُّ الشركة في ظلِّ مصاريف وتكاليف الأندية -التي نعرفها جميعًا- دخلاً أعلى من هذه التكاليف؛ حتَّى تحققَ أرباحًا؟!
الجوابُ يعرفه أقلُّ النَّاس في الحساب، وهو لا.. لن تحقِّقَ الشركاتُ عوائدَ أو دخلاً يضاهي تكاليفها! فماذا ستفعل؟ هل ستلجأ إلى أعضاء الشرف؟ لن يكون هناك أعضاءُ شرفٍ لحظتها، بل مستثمرون يبحثون عن الأرباح.
أعلمُ أنَّ هيئة الرياضة، ونحن جميعًا نتمنَّى نجاحَ مشروع خصخصةِ الأنديةِ السعوديَّةِ، ولكنْ بصراحةٍ متناهيةٍ الموضوعُ صعبٌ جدًّا، ويقتربُ من منطقة المستحيل، على الأقل في خمس السنوات المقبلة.
وليس للهيئةِ خياراتٌ كثيرةٌ للنجاح، منها -من وجهة نظري المتواضعة- أنَّ دخولَ البنوك لامتلاك حصَّةٍ كبيرةٍ من أسهم هذه الأندية، أو الشركات، خطوةٌ ستوفِّر مناخَ نجاحٍ كبيرٍ للخصخصة، وأيضًا تخفيض ألعابها بحيث تبقى الألعابُ المنافسةُ في النادي، وباقي الألعاب تُلغى، وكذلك عقدُ اجتماعاتٍ متواصلةٍ مع أعضاء شرفِ الأندية، والذين يُعدُّون من أصحاب رؤوس الأموال؛ لعمل طريقةٍ وصياغةٍ لدخولهم ضمن كبار المساهمين في الشركة؛ لأنَّهم أعرفُ النَّاس بالنادي، وبما يملكُ، ولأنَّهم الأحقُّ من غيرهم؛ ليصبحوا ضمن كبار المؤسِّسين، وأخيرًا دعمُ الاستثمار الرياضيِّ في المملكة بكافَّةِ صوره وأشكاله، بالتنظيمات والتشريعات التي يحتاجها، والتي تضمنُ سلامته ونجاحه، وكذا توفير مصادرَ تمويلٍ داخليَّة وخارجيَّة للاستثمارات الرياضيَّة.
كلُّ هذا لن يتمَّ في سنةٍ أو سنتين، بل يحتاجُ الأمر إلى سنواتٍ حتَّى يصلَ إلى مرحلةِ الرشدِ أو النضجِ الاستثماريِّ، وبالتالي على الهيئةِ أن تضعَ خطةَ طريقٍ واضحةَ المعالمِ، ذات جدولٍ زمنيٍّ للخصخصة، وتعلنها على الملأ، حتَّى نعرفَ من أين سنبدأ؟ وأين سننتهي؟!
لستُ من علماء الاقتصاد، ولكنَّ تخصصي المالي، ورسالتي للماجستير التي كانتْ عن قرارات المستثمرين في الشركات المساهمةِ السعوديَّة، تجعلني أكتبُ حولَ الموضوعِ عن خلفيَّةٍ علميَّةٍ، وخبرةٍ عمليَّةٍ متواضعةٍ.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/30