الوزير ينتقد نفسه!
فواز عزيز ..
• أي مشروع جديد لتطوير التعليم يستحق ويحتاج الدعم والتشجيع من البداية وأثناء الإعلان عنه؛ لكن الناس ملت من مشاريع مليارية يفرحون بالإعلان عنها، ثم تموت في مهدها؛ لأن المسؤولين التنفيذيين يقتلونها بآلياتهم، هذا إن رفضنا فكرة أنها كانت للاستهلاك الإعلامي وليس للتطبيق الفعلي!
• فجأة ودون مقدمات كشف وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أن وزارته ستتوقف عن طباعة الكتب التعليمية في عام 2020، إضافة إلى إجرائها مفاوضات مع شركة متخصصة لإنشاء مصنع أجهزة لوحية لطلابها، وهي تعلن عن ملامح مشروع تحولها إلى تعليم رقمي.
• ليس الغريب أن يأتي هذا المشروع فجأة، لكن الغريب أن الفجأة جاءت من الوزير الدكتور أحمد العيسى الذي ختم كتابه «إصلاح التعليم في السعودية» بانتقاد «الإدارة المركزية» في وزارة التربية والتعليم سابقا، واعتبرها تجعل «الوزير» ومساعديه ومستشاريه يملكون مفاتيح الحلول السحرية لتطوير التعليم، فمن خلالهم يتم التصديق على أية قرارات مهمة أو غير مهمة، وقال العيسى في كتابه قبل الوزارة: «التعليم لن يتقدم في ظل انعدام الثقة بين القمة والقاعدة في الميدان التربوي»، طبعا كان يقول الميدان «التربوي» قبل أن تلغى كلمة «التربية» من مسمى الوزارة!
• كان بودي أن أفرح بمشروع تحول التعليم إلى «رقمي»؛ لكن معالي الوزير قال في المؤتمر الصحافي، إنه خلال الأشهر «القليلة» المقبلة سيتم الوصول إلى القرار النهائي بخصوص «المصنع» الذي ينتظر أن يكون إنتاجه عالي الكفاءة لتلبية احتياجات الطلاب وبأسعار منافسة، وقال: لم نصل إلى مرحلة كيفية توفير الأجهزة مجانا أو بمقابل!
• وزارة التعليم تريد أن توقف طباعة «الكتب المدرسية» التي تكلف الكثير من المال، لكن معالي الوزير ووزارته لا يعلمون حتى الآن هل ستقوم وزارتهم بتوفير «الأجهزة الرقمية» البديلة عن الكتب بالمجان أو بمقابل!
• سؤال بسيط وربما يكون ساذجا بالنسبة لأي مسؤول حكومي: أين ستذهب ميزانية مشروع التعليم الرقمي التي تقدر بـ 1.6 مليار ريال، إذا كانت وزارة التعليم تفكر بتوفير الأجهزة بمقابل؟!
• يقول الوزير: «نعول على ثقافة وقيم المجتمع، فمن خلال كافة المؤسسات نتعاون في خلق جيل يستخدم التقنية بشكل إيجابي، وهذا عمل ليس سهلا».. أعتقد أن الجيل يستخدم التقنية بشكل جيد وفيه الكثير من الإيجابية، فقط نحتاج خلق مؤسسة تعليمية قادرة على استخدام التقنية بشكل إيجابي؛ لكي يتوافق فكرها مع فكر الطلاب!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/04/02