آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح الحمادي
عن الكاتب :
كاتب سعودي وناقد صحفي ومؤلف

الوزير وأزمة إدارة الوقت


صالح الحمادي ..

تعاني وزارة التعليم من أزمة إدارة الوقت منذ سنوات، وازدادت هوة هذه الأزمة اتساعا في السنوات الأخير، كان التفاؤل قد وصل ذروته بتعيين الدكتور أحمد العيسى وزيرا للتعليم، وهو صاحب البحوث والدراسات والنظريات والمؤلفات في المجال نفسه، وبالتالي ربط الوسط التعليمي والمكون الجمعي التفاؤل بدرجة الوعي والحماس والمعرفة التامة وجدية إصلاح واقع التعليم عند المسؤول الأول، لذا انتظروا الحلول ولم تأت إلى الآن.

أكبر أزمة يعاني منها المجتمع هي الإجازات العرضية التي لا مكان لها من الإعراب، مثل إجازة منتصف الفصل الثاني، حيث يقرر المتعلمون الغياب قبل الإجازة المقررة بأسبوع مع الأسبوع المقرر، وقد يملحون بيوم أو اثنين في الأسبوع الثالث، بل قد يكملون قرار الغياب أي ثلاثة أسابيع، وهذا يحدث ويتكرر قبل وبعد كل إجازة، وهذا واقع الأزمة التي لا تريد الوزارة الاعتراف بها ولا تريد وضع الحلول لها.

الفلسفة الشعبية تقول من غربل الناس نخلوه، وهذا قرار جمعي يرد على الوزارة التي تزرع إجازات عرضية لا مكان لها من الإعراب من أجل تمطيط الأسابيع والوصول بها للفترة التي يختارها الأثرياء للسفر في فصل الصيف حتى لو تمت الاختبارات في عز الحرارة وفي رمضان المبارك، وكأن الوزارة تقول لا شيء يهم، وهي قادرة على فهم الواقع، وقراءة الأزمة بمهنية عالية، ثم وضع حل منطقي وهو بدء العام الدراسي سنويا بعد الحج والانتهاء من العام الدراسي قبل دخول رمضان المبارك، مراعاة لظروف واقع الحياة الفعلية لدينا دون مكابرة.

سيأتي الصوت النشاز من عمق الوزارة بأن رمضان شهر خير وبركة ولا يعني تعطيل حياتنا الدراسية في شهر شهد أشهر معارك المسلمين بدءا من معركة بدر إلى معركة 6 أكتوبر، والصحيح أن الظروف التي يعيشها المجتمع حاليا تقول إن الغياب مؤثر على التعليم وأهدافه، وإن إلغاء الإجازات العرضية سيكون كافيا لعمل الاختبارات قبل رمضان المبارك.

النزول لأرض الواقع سيكشف الثقوب والعيوب أمام الوزير، والعام الدراسي عندنا لا يصلح إلا من بعد الحج إلى ما قبل رمضان فقط، وإذا أصرت الوزارة على التمطيط وبعثرة الوقت فسيكون الرد من المتعلمين محرجا للوزارة والوزير، سيغيبون قبل وبعد كل إجازة، وسيغيبون من بداية رمضان ولن يحضروا إلا أيام الاختبارات، وسيحضرون مواصلين سهرا وتعبا، والله يخلف على المخرجات.

يا وزارة التعليم ويا وزير التعليم تستطيعون تمطيط إجازاتكم، وتنفيذ ما تشاؤون، وسيفعل المتعلمون ما يشاؤون، يقول دركر «Druker» الوزير الذي لا يستطيع إدارة الوقت لا يستطيع إدارة شيء.
 
صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/04/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد