حضارة الحجارة
عبدالله العقيل ..
في دول الخليج العربي، يبدو أن مفهوم الحضارة عندنا يقتصر على عنصر واحد فقط، وهو: «الحجر»، ويهمّش العنصر الأهم وهو: «الإنسان». ولذلك، منذ تدفق النفط في دول الخليج ومفهوم الحضارة بالنسبة لنا يعني «حضارة الحجارة». ما حضارة الحجارة؟
عندما تسمع: أكبر سوق، أطول برج، أكبر إستاد رياضي، أطول جسر، أكبر مدينة ألعاب... إلخ. كل هذه الأمثلة هي دلالة على «حضارة الحجارة» والفخر بها إعلاميا واجتماعيا هو أيضا دلالة عليها.
حضارة الحجارة غالبا تجدها بين كلمتي: «أكبر وأطول». هل يوجد في الغرب مثل ذلك؟ نعم ربما يوجد، ولكن حجم التداول الاجتماعي والإعلامي لها ليس بالزخم الذي نسمعه ونردده دائما، كما هو الحال في دول الخليج.
«حضارة الحجارة» هي حضارة هلامية ضعيفة سريعة الزوال، لأنها تهتم ببناء الأحجار أكثر من اهتمامها ببناء الإنسان. هناك كثير من المشاريع الضخمة في دول الخليج، والتي لا تجدها حتى في ألمانيا، رغم تقدمها وقوة اقتصادها، ولكن هل نستطيع أن نقارن بين «الإنسان» في هذه الدول مع «الإنسان» في ألمانيا؟
أستطيع القول: إن الاستمرار في هدر الأموال الخليجية على «حضارة الحجارة» هو ظلم لحاضرنا ومستقبلنا، وظلم لنا ولأبنائنا والأجيال القادمة.
لما لا نستبدل كلمتي: «أكبر وأطول» بكلمتي: «أفضل وأجود»؟ ويكون لدينا أفضل نظام صحي، وأجود نظام تعليمي، عوضا عن أكبر سوق وأطول برج!.
نريد أن نبني «الإنسان»، فهو الحضارة الحقيقة.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/04/13