أصحاب الاختصاص
مازن عبدالرزاق بليلة ..
التخلُّص من النفايات أحدُ التحدِّيات المعروفة عند كلِّ الأمانات، ولكنْ أنْ تتمَّ إلكترونيًّا، وأنْ تكونَ من مكَّة المكرَّمة، والمشاعر المقدَّسة، وأنْ تكونَ تحتَ الأرض، وأنْ تكونَ الأمانةُ لا تعلمُ عنها، وأنْ تُنفَّذَ من جهةٍ بعيدةٍ عن الخدماتِ الميدانيَّةِ، كلُّ ذلك تجده في تصريحات مسؤولي الأمانة بمكَّة المكرَّمة.
أنهت شركةٌ عالميَّةٌ تنفيذَ أكبر شبكة في العالم لنقل النفايات إلكترونيًّا بمكَّة المكرَّمة، عبر أنابيب تحت الأرض، بطول 35 كلم، ويسمح المشروعُ بنقل 600 طنٍّ يوميًّا من النفايات التي يتركها الحجَّاجُ في أكثر من 318 موقعًا لجمع المخلَّفات، بتكلفةٍ إجماليَّةٍ 50 مليون يورو، كما ورد في جريدة المدينة.
وتعليقًا على هذا المشروع الحيويِّ المهم، يقولُ وكيلُ أمينِ العاصمة المقدَّسة للخدمات، المهندس عبدالسلام سليمان مشاط: إنَّ المشروعَ ليس تابعًا لأمانةِ مكَّة، ولا تشرفُ عليه، حيث نفَّذته وزارةُ الماليَّة في المنطقة المركزيَّة للمسجد الحرام، وأشار إلى أنَّ الأمانةَ تدرسُ مشروعًا مماثلاً في مشعر منى، تجري مراجعته مع المختصِّين بوزارة الماليَّة، تمهيدًا لاستصدار موافقة على اعتماد تكاليف تنفيذه.
أتَّفقُ مع الأمانة بأنَّ مخلَّفات مكَّة المكرَّمة، والمشاعر كابوسٌ، إنْ لمْ نتعامل معه بصورةٍ جيدة، فقد بلغ حجم النفايات الحجّ الماضي 70,000 طن، وتمَّ نقلها برحلات نقل تردديَّة استغرقت 17,500 رحلة؛ ممَّا يجعل الطرقَ مشغولةً، والحوادث محتملة، والتكلفة عالية، وانتقال الروائح والفضلات واردًا، وكونها تُحوَّل إلكترونيًّا في مجارٍ خاصَّةٍ بها، إنجاز كبير.
المُستَغرب في هذا الخبر هو تنفيذ المشروع من قِبَل وزارة الماليَّة؛ لأنَّ الجهة المشرفة هي التي سوف تستلم، وتتابع التنفيذ، وتصلح الأعطال، ووزارة الماليَّة جهة مموِّلة فقط، لكنَّ المواصفات، والتطبيق، والمحاسبة، يجب أن تُسند لأصحاب الاختصاص.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
الأيامُ التي تزعجُكَ أكثر، هي الأيامُ التي تعلمُكَ أكثر.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/14