الضغوط النفسية والسكري
أحمد عبد القادر المهندس ..
أصبحت الضغوط النفسية ملازمة لحياة الناس بشكل مستمر، وذلك نتيجة للحياة السريعة التي يعيشها الإنسان في العصر الحديث. في الماضي كانت الحياة أكثر بساطة، ولم تكن التقنية المتقدمة قد دخلت بكثافة في حياة الناس. كانت الحياة أكثر رتابة والعلاقات الاجتماعية أكثر قوة، والضغوط النفسية أقل تعقيداً.
والضغط النفسي عبارة عن رد فعل طبيعي يقوم به الجسم من أجل الدفاع عن نفسه أمام مشكلات الحياة وتهديداتها، وتأتي الضغوط النفسية من خلال مشكلات العمل أو مشكلات العمل أو المشكلات الأسرية.
ومن المعروف عند الأطباء والباحثين والمصابين بالسكري أن الضغوط النفسية يمكن أن تؤثّر كثيراً على السيطرة وتنظيم جلوكوز الدم، بالرغم من أن الضغوط النفسية لوحدها لا تسبب مرض السكري. إلا أن هذه الضغوط النفسية ذات أثر واضح وقوي في زيادة مضاعفات المرض.
وتؤدي الضغوط النفسية إلى زيادة المرض، وارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم. ويمكن لهذه الضغوط أن تؤدي بالمريض إلى التساؤل: لماذا أصاب أنا بالذات بهذا المرض؟! مما يشعره بالحزن والاكتئاب. وقد رأيت أحد الأصدقاء وقد وصلت معدلات السكر لديه نسباً مرتفعة جداً بعد ضغوط نفسية مؤقتة.
وقد أجريت أبحاثاً عديدة حول علاقة الضغوط النفسية بمرض السكري وحول الإصابة به بعد صدمة عصبية أو نتيجة لوفاة قريب أو تعرضه لإفلاس تجاري أو هبوط لأسهم اشتراها وانهارت أسعارها!!.
ويشير الأطباء المختصون إلى أن الإصابة بالسكري لا تكون بصورة مباشرة، لأن العامل الأول للإصابة يكمن في الاستعداد الوراثي، بالإضافة إلى عوامل أخرى. ومع ذلك فإن الصدمات والضغوط النفسية تؤدي غالباً إلى تعجيل ظهور المرض قبل أوانه.
ومن أجل التغلب على الضغوط النفسية ينبغي للمريض بالسكري أن يتجنب التعرض لهذه الضغوط بقدر الإمكان. وأن يشغل نفسه بالعمل الخلاق أو الهواية المفيدة، وأن يبحث عن شخص يثق به للحديث معه وتفريغ شحنات الغضب والعصبية لديه.
ولا شك أن الحرص على التغذية السليمة والحياة المتوازنة وممارسة الرياضة سوف تقلل كثيراً من الضغوط النفسية ومضاعفات المرض بإذن الله تعالى.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/04/14