مؤتمر «سيراوييك» وقميص علي
أنور أبو العلا
في العشرة الأوائل من شهر مارس على رأس كل سنة. منذ عام 1981 -على مدى 36 سنة- يتم عقد المؤتمر المعروف باسم: CERAWeek الذي يحضره أقطاب البترول.
لعلكم تتذكرون بأنه سبق -قبل سنة- أن كتبت أنا في هذه الزاوية مقالين متتاليين. المقال الأول بتاريخ 13 مارس 2016 تحدثت فيه عن خطاب الوداع الذي ألقاه معالي المهندس علي النعيمي (ونحن ننتظر الآن كتابه الثاني الذي وعد بإصداره) في مؤتمر سيراوييك لعام 2016.
والمقال الثاني بتاريخ 20 مارس 2016 تحدثت فيه عن لغز القميص الذي استشهد به معاليه على مصداقية أقواله وتوثيق الحوادث التي استعرضها حينذاك معاليه في خطابه في المؤتمر.
سنترك الآن الحديث عن القميص لعل معاليه يكشف لنا سره في كتابه الثاني الذي وعد بأنه سيقول فيه ما لم يقوله في كتابه الأول: قادم من الصحراء (out of the dessert) الذي استقبله الوسط البترولي بالترحيب والإعجاب بسيرة معاليه الذاتية. ولكن أثار -باهتمام أكثر- الرغبة لديهم على حث معاليه على إصدار كتابه الثاني الذي وعد أنه سيتناول فيه الجزء الشائك والمثير من تجاربه العملية الذي حاول أن يتفادى كلياً الحديث عنه في كتابه الأول.
نحن الآن سنتحدث بشكل خاطف عن سيراوييك 2017 الذي عُقد خلال الفترة من يوم الاثنين 6 مارس إلى يوم الجمعة 10 مارس (قبل شهر).
لم يكن مؤتمر سيراوييك 2017 مؤثراً في أسواق البترول كما كان الصدى الذي أحدثه مؤتمر سيراوييك 2016 العام الماضي. وهذا يرجع إلى عدة أسباب أهمها أن رؤساء شركات البترول العالمية العملاقة (بقايا الشقيقات السبعة) حضروا المؤتمر وهم مكسورو الخاطر لتدهور أرباحهم، وانخفاض احتياطاتهم من البترول لعدم قدرتهم على تعويض إنتاجهم باكتشافات جديدة كما كان يحدث في السابق.
كذلك كان وزراء بترول دول أوبك مُحبطين هذه السنة لأنهم لم يكونوا يتوقعون بأن البترول الصخري سيعود إلى السوق بهذه السرعة والضخامة. إضافة إلى توقعات المشاركين بأنه لا يستبعد أن تعود أسعار البترول إلى مستويات الأربعينات.
ثم كانت القشّة -وكما يقول المثل العيار الذي لا يقتل يدوش- التي قصمت ظهر التفاؤل لدى وزراء بترول دول أوبك وهو أن يرقن (رئيس المؤتمر) حذرهم هذه السنة من ذروة الطلب على البترول بعكس السنوات السابقة التي كان يحذر المستهلكين من ذروة العرض للبترول.
وزاد الطين بلة الحرب النفسية التي شنها الإعلام الغربي بمبالغته المقصودة التي يبدو أنها انطلت على دول أوبك بأن البترول الصخري الأميركي سحب البساط نهائياً من تحت أقدامهم ووضع -إلى الأبد- السقف الأعلى لسعر البترول.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/04/16