إبراهيم محمد باداود

الشفافية هي مبدأ يساهم في إيجاد بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالأحداث والقرارات والظروف متاحة ومنظورة ومفهومة ، وتقدم للمجتمع وأصحاب العلاقة في الوقت المناسب ، ومن يرغب أن يكون صاحب مثل هذا المنهج فيجب عليه أن ينأى بنفسه عن دوائر الشبهات بشكل عام ومايتعلق بالجوانب المادية بشكل خاص ، فكثيراً مانسمع عن أشخاص يدعون بأنهم ملتزمون بمبدأ الشفافية وقضايا الفساد تفوح رائحتها من داخل مؤسساتهم وشركاتهم ، فالشفافية لها معانٍ كثيرة منها الصدق والأمانة والدقة والشمول للمعلومات التي تُقدَّم عن أعمال تلك الجهات للأطراف ذات العلاقة سواء داخل أو خارج المنشأة وخصوصاً أولئك الذين لا تمكنهم ظروفهم من الاطلاع والإحاطة ومعرفة مايدور داخل تلك الجهات للتعرف على مدى أمانة ونزاهة المسؤولين في إدارة المنظمات التي ترعى مصالحهم وتحافظ على حقوقهم .

من فوائد الشفافية أن فيها مصداقية وانفتاحاً ووضوحاً وبعداً عن الضبابية والغموض والتضليل ، وأن الشفافية لاتدع مجالاً للقيل والقال أو نشر الشائعات ،فهي تحسم الأمور مبكراً وتضع النقاط على الحروف وتقضي على أي تشويش يرغب فيه ضعاف النفوس ، وعندما يصدر بيان يوضح حقيقة أمر تم الإعلان عنه فهو لا يكون بياناً مقتضباً أو موجزاً أو فقط لذر الرماد في العيون بل يكون بياناً تفصيلياً يجيب على معظم التساؤلات التي قد تدور في أذهان عامة الناس ولا يفتح الأبواب للاجتهادات الخاطئة أو الآراء المغرضة والتي كثيراً ما تحب أن تصطاد في الماء العكر .

إن إرساء مفهوم الشفافية ونشر هذا المنهج الحضاري يحتاج منا إلى أن نعمد على تطبيق هذا المفهوم من أعلى رأس الهرم وحتى الأسفل وأن نجعل الشفافية ثقافة أساسية نغذي بها أبناءنا منذ الصغر ونجعلها ضمن مناهجهم الدراسية وتكون سلوكاً عملياً لا شعاراً نردده في المناسبات الإعلامية أو التصريحات الصحفية بل تكون تطبيقاً في كل مسارات حياتنا تقوم على الوضوح والإفصاح وحرية التعبير والمساءلة، والتخلص من ثقافة الانغلاق والانكفاء على الذات ،فثقافة الشفافية تخدم الأهداف التنموية وتعزز الثقة في التعامل بين المسؤول في مختلف المؤسسات في الدولة وبين كافة أفراد المجتمع ،وهذا ما ساهم في جعل الشفافية مطلباً من الجميع وضرورة لتقييم الأداء المؤسسي لدى كثير من الجهات ،ووسيلة أساسية تعمل على مكافحة الفساد والحد من انتشاره .

صحيفة المدينة