د. محمد بن إبراهيم الشيباني
نحن معشر المواطنين لا شأن لنا بانشغال الحكومة مع المجلس في صراعات واستجوابات للوزراء أو لرئيس الحكومة، ولا شأن لنا كذلك في توزيع المناصب القيادية على الذي تريده من الناس، ولا شأن لنا بتحويل مناقصة من فلان إلى فلان أو حجبها عن علان.. وأمور أخرى كثيرة لا يسع المكان للتفصيل فيها وعدها، وإن ما نريده هو أمر المواطن وهمومه وغمومه التي انشغلت الحكومة عنها، وكأن لسان حالها ومقالها يريدان ذلك، حتى لا تلتفت إلى المواطن الحيران من حال حكومته التي أعرضت عنه سنين عدة، لا تسمع خبره ولا مناشداته ومطالباته، حتى يئس منها ويكاد لا يسمع منها كلمة تبشر مواطنيها بمستقبل زاهر، وحياة طيبة، ومشاريع مريحة، وقسمة للحقوق غير مستأثرة بفئة دون أخرى، وضرب بحديد لا قطن على أصحاب الأغذية الفاسدة لعبثهم بصحة الناس ورفعهم الأسعار.

ما يتمناه المواطن من حكومته الاهتمام بمستقبل الأولاد ووضعهم في المكان المناسب حين التخرج، وليس الطلب منهم الجلوس في البيوت بعد الموافقة على توظيفهم في المكان الفلاني. حتى شكوا من وضعهم البائس إلى درجة أن أحدهم قال لي: والله ياعمي قد أصابتني الكآبة والمرض النفسي جراء ذلك، لعدم الحركة والطموح في خدمة الوطن في المكان المناسب، فقد درسنا وأخذنا الدرجات العليا ليس للجلوس في البيوت أو التسكع في الشوارع والمقاهي والسفر، حتى وصلت بي الحال أن أسأل المفتين عن حل راتبي وشرعيته، لأني أتقاضاه وأنا لا أعمل، وبين فترة وأخرى أتردد على عملي، فعندما يرونني يقولون لماذا أنت هنا؟ فأقول أنا آخذ راتباً عن عمل لا أقوم به! فيقولون: اذهب إذا أردناك نعرف كيف نحصلك! وما يؤذيني أنني كلما ذهبت إلى عملي في الفترات المتقطعات المتباعدات أرى الموظفين غير الكويتيين في ازدياد كبير ومهول، قد تزاحموا في المكاتب والممرات!

ويستطرد قائلاً: أنا الآن في عز شبابي ونشاطي وهمتي، فإذا لم أعمل وأخدم نفسي ووطني فمتى يكون ذلك؟ بعد أن أتطاول الخمسين أو الستين؟! سؤال أو أسئلة تحتاج أجوبة كثيرة من حكومة موجودة، غير موجودة! والله المستعان.

* * *
• السفهاء:
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخيرٌ من إجابته السكوت
(نفح الطيب)

جريدة القبس الكويتية