أموال عديمة الفائدة.. «ودائع تحت الطلب»
أحمد حسن فتيحي
البنوك السعوديَّة تحقِّق أرباحًا تتجاوز ما هو متعارف عليه عالميًّا.. وبشكل ملحوظ ومتميِّز..
ومع البحث عن الأسباب التي تؤدِّي إلى هذه الأرباح المتكرِّرة.. فقد لوحظ أنَّ 62% من الودائع تحت الطلب، أو ما يُسمَّى بالأموال عديمة الفائدة..
لاحظت ذلك من مخرَّجات مؤسَّسة النقد بأنَّ المبالغ وقدرها 980 مليارًا من أصل تريليون وستمئة مليون ريال مجموع الموجودات في البنوك.. وهو ما يعادل 62%.
ما هي الأموال عديمة الفائدة؟.
هي أموال يضعها المواطنون في حساباتهم في البنوك، ويصرفون منها عند الحاجة.. أو يبقونها مدة طويلة.. حسب احتياجهم..
هذه الأموال التي تبقى في البنوك تقوم البنوك بتوظيفها داخليًّا أو خارجيًّا.. وتتقاضى عمولاتها.. وتحسب لحساب مساهمي البنك..
أصحاب هذه الأموال، والتي تبلغ 62% لا يطالبون بعمولات، أو أرباح.. لأسباب دينيَّة.. ويرتابون من أخذ فوائد وعمولات..
وفي حالة رغبتهم في توظيفها (إسلاميًّا).. يبرز المسؤول في البنك مذكِّرًا أنَّنا سوف نوظِّفها لك.. وقد تخسر وقد تكسب.. ونحن شركاء في النتيجة..
وبالتالي المودع البسيط يخاف من الخسارة.. ويكتفي بإبقائها في الحساب تحت الطلب.. هذه أموال المواطنين.. تستعملها البنوك وتعظِّم بها أرباحها.. وتتفاخر بها..
أرى أن هذه المبالغ ريعها يعود للدولة راعية الأمة.. لتصرفها في الضمان الاجتماعي، أو ما تراه مناسبًا..
التوجه العام الآن والمتداول والمعروف والمستقبلي.. هو زيادة الدخل القومي، وتنوّعه من غير النفط.. واستعماله في الأمور الصناعيَّة والزراعيَّة والماليَّة والاستثمارات المختلفة محليًّا وعالميًّا..
أرجو أن يدرس هذا الاقتراح.. ليكون مشاركًا في التوجه العام للتنمية والرؤية المستقبليَّة.. مع دراسة ما يجري في الدول الأخرى العالميَّة.. إنَّ كلَّ ريالٍ، أو دولارٍ، أو عملة أخرى تنام في البنك.. يدفع مقابلها..
كثير من الذين يضعون أموالهم في البنوك الأجنبيَّة يدفع لهم استحقاقات.. وإذا لم يأخذها صاحبها لالتزام ديني، فإنَّها تصرف إلى الجهات التطوُّعيَّة في تلك البلاد.. وتموّل المشروعات الدينيَّة، وتساعد بها دور العبادة.. من الأموال التي جمعها البنك من الودائع تحت الطلب..
لا أريد أن أنوِّه عن المشاركات الاجتماعيَّة للبنوك، وعلى توظيف المواطنين.. فذلك واجبها.. وهي حفنة من الأرباح الكبيرة التي تتحصَّل عليها..
«يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» (المجادلة - آية 6).
والله من وراء القصد..
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/26