توهج الشباب.. وتوجس الكهول
سعد الخشرمي
على أقل تقدير، ثروتنا الثقافية في المملكة غنيةً، غنية جداً، إذ اكتسح ضوء الأدب السعودي ليل أبوظبي أمس الأول، مضيئاً جائزتين عربيتين في حقلي الشعر والرواية، خصوصاً أن الفائزين من فئة الشباب الذين عانوا الأمرين من مثقفين عرب وتوجس كهول من ذوي القربى في الداخل حول طاولات المقاهي، وأروقة المؤسسات الثقافية.
عندما انخرطت في لجنة ثقافية سابقة لإحدى الفعاليات الثقافية، كان هناك تقليل من شأن الأدباء الشباب، فكلما طرحت اسماً جديداً لا يعرفه أعضاء اللجنة أو لم يقرؤوا تجربته، يتم رفضه، إذ لا يزال بعضهم لا يرى ولا يسمع إلا حقبة الثمانينات التي كانت متوهجةً آنذاك، وأنتجت شعراء وأدباء سعوديين نالوا جوائز كبرى في العالم العربي.
وقبل أيام، هاتفني أحد النقاد السعوديين، طالباً أسماء شابة في الشعر والسرد، منوهاً بأنه لا يعرف الكثير، وليس لديه اطلاع على نتاجهم، وحينما سألته عن غياب اهتمام النقاد بهذه التجارب الشابة، ألمح إلى وجوب إنتاج نقاد من ذات الجيل لمواكبة التجربة، ما أشعل التساؤل داخلي حول جدوى استمرار هؤلاء النقاد في استعادة تجارب أشبع بعضها بحثاً وتحليلاً ونقداً.
وبعد إعلان فوز الروائي محمد حسن علوان بجائزة البوكر، والشاعر إياد الحكمي بمسابقة أمير الشعراء، اشتعلت مواقع التواصل بالتهنئة، ومضى الكثير ممن ينتقدونهم في السر والخفاء، يبدون إعجابهم بهذه العودة السعودية إلى الواجهة مجدداً بعد غيابها في السنوات الماضية.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/04/27