أزمة التوظيف
مازن عبدالرزاق بليلة
من الممكن أنْ تُطرح مواضع التَّوظيف بشيءٍ من الحذر، على اعتبار أنَّ الدولة تتحفَّظ على التوسُّع في التَّوظيف، ولكن عندما يتعلَّق الأمرُ بالتعليم، فليس هناك تحفُّظ في التَّوظيف؛ لأنَّ الطلب عليه مستمر، وفي ارتفاع، وكذلك النوعيَّة في طرح الخدمة أمر مطلوب ومرغوب، مهما كلَّفت الرسوم، بشرط أن تكون النماذج المتقدِّمة للتَّوظيف محترفة.
ذكرت قناةُ المجد، أنَّ الجامعات السعوديَّة رفضت توظيف باحثٍ سعوديٍّ درسَ في الجامعات اليابانيَّة، وعادَ لنقل العلم والتكنولوجيا المتقدِّمة لخدمة وطنه، وعرض تقريرٌ تلفزيونيٌّ بثَّه برنامجُ (أخباركم)، قضيَّة طالب ابتعاث، حصل على شهادة الدكتوراة في علم (النانو) بأستراليا، غيرَ أنَّه لم يتمكَّن من الحصول على وظيفة بالجامعات السعوديَّة، بعد عودته للمملكة؛ بحجَّة عدم وجود شواغر!
وبيَّن التقريرُ، أنَّ الدكتور حسن القحطاني، الذي لم يتجاوز الثلاثين عامًا، يُعدُّ أوَّل باحثٍ سعوديٍّ وخليجيٍّ عمل في مدينة العلوم اليابانيَّة، التي تضمُّ أكثر من 22 معهدًا، لافتًا إلى أنَّه حصل على براءة اختراع في مجال البترول والغاز.
ومن جانبه قال القحطاني -في مداخله هاتفيَّة مع البرنامج-: إنَّه قرَّر العودةَ إلى بلده، بعد انتهاء فترة ابتعاثه، وبعدما صرفت عليه الدولةُ أكثرَ من مليوني ريال، رغم أنَّه كان متاحًا له الاستمرار في العمل كباحثٍ بمدينة العلوم اليابانيَّة.
الخبر يصعبُ تصديقه، أو التسليم به، ولابدَّ من سماع كلمةِ الجامعات، أو ردّ وزارة التعليم، فطالما هو مبتعث، يعني أنَّ الجامعة التي تخرَّج فيها، والتَّخصُّص الذي درسه، كلاهما من القائمة المعتمدة، التي لا يمكن رفضها.
قدَّر حسابُ (عاطلون بشهادات عُليا) على تويتر، أعداد العاطلين من حملة الماجستير والدكتوراة، المسجَّلين في برنامج جدارة، بنحو 20 ألف عاطل، ويأتي ذلك فيما سلَّم حملة الماجستير والدكتوراة العاطلون، ملفًا متكاملاً لمعاناتهم، إلى وزير التَّعليم، وذلك على هامش المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي، وحصلوا على وعدٍ من الوزير بدراسة الملف.
كما كشفتْ إحصائيَّةُ وزارة الخدمة المدنيَّة أنَّ عددَ أعضاء هيئة التدريس غير السعوديين للعام الماضي (14 ألفًا و422)، وبيَّنت الإحصائيَّةُ أنَّ أعدادَ السعوديين المتقدِّمين العام الماضي من حاملي الدكتوراة بلغت (301) متقدِّم ومتقدِّمة، و19 ألفًا و439 من حملة الماجستير؛ ممَّا يعني أنَّ سوق التَّوظيف الأكاديميِّ بحاجة إلى عادة هيكلة؛ لمساعدة العائدين من الابتعاث في الحصول على الوظائف المناسبة، خصوصًا في الجامعات الناشئة، وبدون الإضرار بأصحاب الخبرات القياديَّة في تخصُّصهم.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
أنتَ مَا تفعلُ، وتنجزُ، وتحقِّقُهُ عمليًّا، وليسَ مَا تقولُ إنَّكَ ستفعلُ، أو ستحقِّقُ.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/27