أمْن النساء في المساجد!!
طلال القشقري
لوْنُ حالِنا مع مُصلَّيات النساء المُلحَقة بمساجدنا، هو رمادي، ليس بأبيض ناصع ولا أسود حالك!.
بمعنى أنّنا أنشأنا مُصلَّيات النساء ولم نمنع إماء الله من ارتيادها، وهذا أبيض، لكنّنا لم نهتمّ بها الاهتمام الكافي، وهذا أسود، فصار المزيج رماديًّا قاتمًا!.
ولو اقتصر الأمر على عدم اهتمامنا بها، وعدم تجهيزها المناسب، وقصورنا في صيانة مرافقها ودورات مياهها لهان الأمر، لكنّه صار يمسّ أمْن النساء الذي هو الأهم!.
دعوني أروي لكم قصّة واقعية:
بالأمس أدركتني صلاة العشاء وأنا في مشوار مع زوجتي، فتوقّفْنا عند مسجد، وكان مدخل مُصلّى النساء يقع في مؤخّرة جانب المسجد على الشارع الفرعي المُظْلِم، بينما يقع مُصلّى الرجال على الشارع الرئيسي المُضاء، وكان مدخل مُصلّى النساء بلا حراسة وبابُه مفتوح يتخذ من يشاء سبيله إليه سَرَبَا، وعندما دلفت له زوجتي لأداء الصلاة فوجئت بأنّها وحيدة فيه، فانتابتها وحْشة شديدة خصوصًا أنّه في الدور العلوي، وبينها وبين مُصلّى الرجال حواجز خشبية سميكة مُغطّاة بالزجاج الثقيل، ولا يمكن لأحدٍ من الرجال المُصلِّين سماع ما يجري في مُصلّى النساء لو حصل شيء يخلُّ بالأمْن، وقد سمعت هي عن حوادث اقتحام اللصوص لمُصلّيات النساء وسلْب ما لديهنّ من أموال!.
هي قد سمعت، أمّا أنا فشَهِدْتُ قبل فترة في صلاة المغرب بمسجدٍ آخر واقعة صياح امرأة في مُصلّاه النسائي، وبعد الصلاة عرفْتُ أنّ لصًّا جريئًا اقتحم المُصلّى وخطف حقيبة المرأة التي كانت تلتحفها، وفرّ بلمح البصر، رغم وجود نساء أخريات!.
أنا هنا أدعو للاهتمام بمُصلَّيات النساء، تجهيزيًّا وأمنيًّا، فهي جزء لا يتجزّأ من المساجد، وليتنا نُوظِّف النساء فيها كمُشرِفات أو حارسات أو عاملات نظافة وصيانة، و(بلاش) اللون الرمادي، إنّه حالة تقاعس غير محمودة!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/05/08