سلامة المنشآت الصحية
عادي ماجد الزبني
يتفق الجميع على أن سلامة المنشآت الصحية جزء لا يتجزأ من سلامة المرضى، وقد حرصت وزارة الصحة على استحداث أقسام في هياكلها التنظيمية تعني بالسلامة مثل (الأمن والسلامة) و(الجودة وسلامة المرضى) ولكن ما زالت الحوادث العرضية تظهر بين الحين والآخر في أماكن مختلفة، وهذا يتطلب تدخلا سريعا لتقييم أداء تلك الإدارات ومعالجة أوضاعها قبل حدوث كوارث لا تحمد عقباها. ومن أهم المعوقات التي تواجه هذه الإدارات عدم إسنادها لموظفين متخصصين في السلامة، وعدم تأهيل العاملين فيها في مجال التخصص، فمعظم العاملين في إدارة السلامة مجرد موظفين لا ينتمون للتخصص بأي صلة، وأنا هنا لا أنقص من جهودهم وأدائهم فهم يقدمون ما يستطيعون تقديمه، ويشكرون على ذلك، لكني أطالب الوزارة باستقطاب كفاءات متخصصة، والاستفادة من برامج التشغيل الذاتي لتوفير وظائف، وبشروط محددة ودقيقة، وعدم فتح المجال لشغلها بكفاءات بعيدة عن التخصص، مع العمل على إقامة دورات تأهيلية متقدمة لجميع العاملين في المنشآت الصحية، وإلزام شركات التشغيل والصيانة بتطبيق أنظمة السلامة والجودة في أعمال الصيانة الكهربائية وتركيب الأجهزة، والتنسيق مع شركة الكهرباء لقياس الأحمال الكهربائية بصفة دورية، والتخلص الآمن من النفايات الطبية وغير الطبية، والتعاون مع إدارة الدفاع المدني لمراجعة وسائل السلامة في جميع المنشآت، وتدريب جميع العاملين على استخدام وسائل السلامة، وتعريفهم على الكود الخاص بالكوارث، وتفعيل خطط الطوارئ، وإجراء تجارب وهمية مفاجئة لمعرفة مدى استجابة العاملين، واستبعاد جميع الشركات والمؤسسات المتهاونة في تطبيق إجراءات السلامة من الدخول في منافسات عقود التشغيل والصيانة، وعلى مدراء العموم بالمديريات أن يدركوا جيدا أن نجاحهم بالعمل الإداري لا يغفر لهم إخفاقهم في تأمين سلامة المنشآت الصحية.
وعلى مستوى المستشفيات والمراكز الصحية أتمنى من جميع المسؤولين فيها الحرص على سلامة منشآتهم، والعمل على معالجة أوضاعهم لو بالجهود الذاتية. وفي الختام، لا بد أن ندرك أنه ليس كل (مراقب أمن وسلامة) ملم بجميع اشتراطات ومتطلبات السلامة، وأن أي (موظف واع) يستطيع أن يتعلم جميع أعمال السلامة بالقراءة وزيارة المؤسسات المتخصصة في هذا المجال. أسأل الله لي ولكم ولجميع منشآتنا الصحية السلامة من جميع الكوارث.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/05/08